يشهد عالم الرعاية الصحية تطورات هائلة تتعلق بالأدوات الطبية والتكنولوجيا الحديثة، مما يساهم بشكل كبير في الكشف المبكر عن الأمراض والعلاج الفعال لها. من بين أهم تلك التقنيات، الفحص الطبي الشامل الذي يجمع بين مجموعة متنوعة من الدراسات التشخيصية؛ بما في ذلك الفحوصات المخبرية المستندة إلى تقنيات مختبرية متقدمة، بالإضافة إلى التصوير الشعاعي الدقيق الذي يستخدم آلات تصوير متطورة توفر صورًا تفصيلية ودقيقة لما يحدث داخل الجسم.
الفُحْص الطبي الشامل يشمل العديد من المجالات الهامة لصحة الإنسان. أول هذه المجالات هو تحليل الدم والكולسترول والدهون الثلاثية لتأكيد مستوى الدهون الضارة أو الحميدة الموجودة في مجرى الدم. كذلك فإن قياس ضغط العين وفحص الأسنان ضروريان لمنع أمراض العيون والأسنان التي قد تكون مؤشرا لأمراض أكثر خطورة. أيضا، يُعتبر فحص التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية جزءا محوريا للتأكد من خلو الجسم منهما.
لا تغفل الفحات الشاملة أيضًا جوانب أخرى مثل اختبار بول وبراز لاستبعاد المشاكل المرتبطة بالتبوّل والإخراج. كما يتم عمل أشعة صدر تساعد في التشخيص المبكر لأمراض الجهاز التنفسي. علاوة على ذالك، هناك دراسة لمكونات الدم الرئيسية كالكرية الحمراء وكيفية تعامل وظيفة الكلية والكبد وكذلك قياس مستوى السكري في الدم وإجراء اختبارات نظر شاملة. هذا بالإضافة إلى فحص التنفّس واختبار سمع الشخص وهو أمر أساسي لتقييم حالة صحته العامة.
قبل البدء في برنامج الفحص الشامل، ينصح باتخاذ بعض الاحتياطات والاستعدادات اللازمة لتحقيق النتائج الأكثر فعالية. إليك قائمة بالإرشادات التمهيدية التي يمكن أن تساعدك:
- جدولة الوقت مسبقا: الاتفاق على موعد قبل زيارة المركز الطبي يساعدك على تجنب الانتظار ويؤدي للفائدة القصوى من وقت الزيارة.
- استعراض التقارير القديمة: التأكد من تقديم جميع التقارير الطبية السابقة والتي تم الحصول عليها خلال الستة أشهر الأخيرة للطبيب المعالج، خاصة إذا كانت هناك مشكلة طبية معروفة.
- الامتناع عن الأغذية والسوائل: ينصح بعدم تناول الطعام وشرب الماء لمدة ثماني ساعات إلى اثني عشر ساعة قبل إجراء الفحوصات الطبية، وهذا يشمل أيضاً الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية والتوقف المؤقت عن التدخين إن كنت مدخناً.
- التجاهُلَ مؤقتَ للأطعمة المُثِيرة للغازات: يحتاج جسمك لأن يكون نظيفاً تماماً أثناء عملية الاختبار؛ لذلك تجنب تناول الحبوب والخضروات غير المطبوخة والفواكه ومنتجات الألبان والمشروبات الغازية وغيرها من المواد الغذائية التي تؤدي للإصابة بالغازات قبيل يومين من تاريخ موعد الفحص الخاص بك.
- إبلاغ طبيبك بأدويتك: أخبري طبيبك بكل الأدوية التي تأخذينها بما في ذلك جرعتها حتى يتمكن من توجيهك بشأن كيفية التعامل مع روتينك المعتاد للعناية الصحية الشخصية أثناء البرنامج المتبع لك.
- نمط حياة صحي: حافظي على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام وعدم الانخراط في أي عادة مضرة بصحتك عامة كتلك الخاصة بالنيكوتين مثلاً فهي ستعود عليك وعلى صحتك المضمونة بمجمل الأمر بنفع وفوائد كبيرة عند بدئك ببرنامج الفحوص المطلوب منه تحقيق الاستقرار والصحة المثلى لجسدك وعافيتك الروحية والنفسية والجسدية .