تعتبر كحة البلغم حالة شائعة يمكن أن تكون مزعجة للغاية وتؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة اليومية. هذه الحالة تحدث عادة عندما يفرز الجسم كمية زائدة من المخاط نتيجة للإصابة بالبرد أو الانفلونزا أو الحساسية. غالبًا ما ينتج هذا الزيادة في الإنتاج مخاط سميك وله لون أخضر أو أصفر وهو مصدر الكثير من المضايقات بسبب صوتها وضيق التنفس المرتبط بها. دعونا نستعرض بعض الاستراتيجيات الفعالة والممارسات المنزلية الطبيعية التي قد تساعد في إدارة كحة البلغم.
أولاً، يُوصى بشرب الكثير من السوائل الدافئة مثل الشاي العشبي مع الليمون والعسل. يساعد الماء الدافئ والساخن على ترطيب الجهاز التنفسي ويخفف من شدة البلغم. كما أنه يعمل كعامل مهدئ ويقلل من تهيج الحلق الذي يأتي عادةً مصحوبًا بكحة البلغم. عصير الليمون يحتوي على فيتامين C والذي يدعم جهاز المناعة ويعزز قدرته على محاربة العدوى الفيروسية والبكتيرية. أما بالنسبة للعسل فهو له خصائص مضادة للميكروبات ويمكن استخدام ملعقة منه قبل النوم لتقليل السعال أثناء الليل.
ثانيًا، يمكن لبعض الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والألياف المساعدة أيضًا. الجزر، التفاح الأخضر، والخضراوات ذات الأوراق الخضراء كلها تحتوي على عناصر غذائية هامة تساعد في تخفيف التهاب الرئة والحنجرة والتي هي سبب رئيسي لكحة البلغم. بالإضافة إلى ذلك، تناول البصل النيء يومياً قد يساهم في تقليل ظهور الأعراض وذلك بفضل احتوائه على مركب كبريتيد الأليل الذي يتميز بخواصه الطبية القوية ضد الفيروسات والبكتيريا.
من الناحية العلاجية، هناك عدة طرق يمكن تجربتها. أولها الحمام البارد - حيث يمكنك خفض درجة حرارة المياه حتى تصبح باردة قليلاً ثم أخذ حمام لمدة عشر دقائق فقط. هذا يمكن أن يحفز رد فعل منعكس يشجع الجسم للتخلص من أي بلغم متراكم بطريقة أكثر سلاسة وفعالية خاصة عند الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون إخراج البلغم بنفسسهن بسهولة. أيضا، الفرقعة أو الضغط على اللثة فوق أسنانك الأمامية يمكن أن تحفز مسارات طاقة مختلفة داخل جسم الإنسان مما يؤدي لتحفيز عملية الشهيق والشخير وبالتالي تشجيع إزالة البلغم.
وأخيراً، بعض العقاقير المتاحة بدون وصفة طبية قد توفر راحة مؤقتة بعد فحص الطبيب واستشارته بشأن الآثار الجانبية والتفاعلات المحتملة بين الأدوية الأخرى التي تتناولها حاليًا. ومن أمثلة تلك العقاقير مثبطات السعال وموسعات الشعب الهوائية وكريمات لفائف الحلق وغيرها كثير. لكن دائماً تذكر ضرورة الرجوع لأخصائي الرعاية الصحية للحصول على النصائح الأكثر تحديدًا بناءً على حالتك الخاصة واحتياجاتك الشخصية.
بهذه الطرق والأساليب المختلفة تحت رعايتك الذاتية ورعاية متخصص الصحة العامة، ستكون قادرًا على التعامل بشكل فعالٍ ومعقولٍ مع مشكلة كحة البلغم المستمرة وتحقيق الراحة النفسية والجسدية مرة أخرى!