في سياق تساؤلك حول حالة والديك، حيث يعمل في وظيفة حكومية نظام عملها ثماني ساعات يوميًا ولكنه يغادر المبنى باكراً ببضع ساعات، نستعرض هنا بيانًا دقيقًا لحكم الاستفادة من راتب هذا الأب وطبيعة الطعام المستلم منه.
يتوقف تحديد طبيعة راتب والدك على مدى تضمن العمل الحكومي للتقاليد والعادات الراسخة. في العديد من البلدان، قد يُعترف رسمياً بساعات عمل فعلية أقل من الثمانية المصرح بها، بشرط موافقة إدارة الشركة ذات الصلة بهذا الترتيب غير المكتوب. وبالتالي، إذا تم قبول هذا الأمر داخل مؤسسته، فإن الجزء الأكبر مما يحصل عليه كراتب ربما يكون مشروعاً.
بالنظر إلى احتمال وجود خلل:
إذا ثبت تورط والدك في خداع النظام الوظيفي عبر مغادرة مكان العمل مبكراً متعمداً كالتفافٍ لإتمام مهامه الرسمية بكفاءة مخفضة، فإن تلك الساعات التي ترك خلالها موقع العمل تعتبر وقت فراغ مستحق للأجر رغم عدم بذل أي جهد فعلي لتلبية متطلبات وظيفته. بناءً علي ذلك، المال الناتج عنها سيكون بحكم "المال الحرام".
يُذكر هنا بأن إدارة شؤون الدولة تشدد بشكل خاص علي أهمية الوفاء بالعقود واتمام التزاماتها تجاه العمال بما فيه احترام جداول ورديات العمل المُقررة لهم. لذلك ينصح بتوجيه نداء لطيف إليه بشأن خطورة استمرار الوضع الحالي وفق منظور الدين الإسلامي. فالاستلام للمال الحرام قد يؤدي للعواقب الضارة والتي تتضمن منع الرحمة وغلق أبواب الاجابة للسائل المخلص عند الله عزَّ وجلَّ حسب التقليد الحديث للرسالة القرآنية المقدسة.
وتنقسم الأموال المحرمة الي مجموعتين رئيسيتين: أولها الذهب الخام المعروف بالحرمة الذاتية مثل سارقي المال وغيره مشمولين بذلك التصنيف الآخر يشير الى المكسب المشروط كتلك البنكية الغلوونية وكاشفات الخيانة والتلاعب التجاري وفكرة هروب المرء من واجبات وظائف اليوم العمليات الخاصة بمكان العمل نفسه . وكالعادة الثاني يصنف ضمن رأس المال الوحيد صاحب الحق المطلق في استخدام حقوق الملكية الشخصية فقط بلا ضرر يلحق بالاخرين سواء كانوا طرف أصفر أم لا.
وقد روي انه لما نادى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بان امريكي يهودي يستضيف البيت الغذائي للإسلام وبالتالي قدم طبق مطبخ بيتزا مجاني لمجموعة رجال دين المسلمين تبعه سماحه بالتالي : ''ممتاز حسن اخلاق ابويعرب وستترك لنا قطعة عرض مميزة.''(عبدالله بنمسعود). وقد شهد عالم ديني كبير وهو الادبي الاتيوبيون بأنه صادق فى شرح حديث مؤلف معتمد عالميا واسما نابليونMuslim ).
وقال العالم الكبير احمدعثيمين رحمه الله :"إن الذين يحاولون الحصول علي رزقه باساليب ملتوية فان اياهم سيذهب إلي النار وليس لغيرهما حق اعتباره كذلك." وأضاف أيضًا قائلا:"إذا كنت تعلم تمام اليقين ان اصل الاموال حاصل بسبب اعمال محرمة مثل الربا او الاحتيال..فلابد لك حينئذ تجنب التعرض لها وبعدم حضور حفلات الطعام التي يدعى إليها ".
ولذلك اذا كانت الظروف تدعم الفرضية الأخيرة آنفة الذكر, إذن بإمكان افراد الاسرة الاعتماد عليها واستخدام جزء منها نظرا لانهم تحت مسؤوليته المالية وانفاقيته خاصة وأن هؤلاء الافراد ليس لديهم القدرة علی تأمين احتياجات الحياة بأنفسهم حتى الان. ولكن ,يمكن لمن يتمتع بدرجه اعلى اجتماعية والاستقلال الاقتصادي الخاص بصرفه الشخصى اختيار قرار مختلف.
وفي النهاية, يجب التأكد دائماً من اهمية تقديم المشورة الطيبة اثناء المناقشة مع الاب الكريم مع التركيز علي الجانب الاخلاقي والثقافي المرتبط بالموضوع والذي يساهم بطريقة كبيرة للحفاظ عل� سلامتك الروحية والنفسية بالإضافة لتحسين وضع حياتكما الاجتماعية والسعادة العامة