- صاحب المنشور: رغدة البوعزاوي

ملخص النقاش:
هذا النقاش يدور حول دور الشرارة الفكرية الفردية مقارنة بالدعم المجتمعي في تحقيق التغيير. البلدان المختلفة لديها وجهات نظر متباينة حول هذه المسألة. بينما يؤكد البعض مثل **عبد الوهاب التازي** على أهمية الدعم المجتمعي كمصدر للحفاظ على زخم التغيير وتحويله إلى واقع ثابت وطويل المدى، يركز آخرون كـ **لطفي الدين القروي** على قدرات الأفراد الأصليين والمبادرين لتوجيه عجلة التغيير منذ البداية. ويشاركه الرأي **عالية المنصوري** حيث ترى أنه حتى وإن كانت شرارة الأفكار مثيرة للإعجاب، فهي تحتاج أرض خصبة لتنمو وثمار تؤتي ثمارها. بينما تشدد حجتهم جميعًا على أهمية الجانبين -الشرارة الفكرية والدعم الجماهيري- يرى كل منها جانباً مختلفاً أكثر بروزاً حسب وجهة نظره الخاصة. طرح **هند بن عطية** صورة جميلة لسفينة تسعى للتجديف ضد تيار مجتمعي محتمل وهو ما قد يُعد تمثيلا جيّدا لمقاومة الأفكار الجديدة داخل بيئات اجتماعية راسخة. ومن ثم نرى كيف أكدت مشاركة الأخيرة أيضا على التأثير الكبير لدعم الجماهير لصالح أي تغيير جاد ومستدام. ومن ناحية أخرى، شدد **وسيم بن شعبان**على التعزيز المستمر للأهمية الأساسية للدعم الجماهيري والنضال المشترك خلف قضية ما طالما أنها ذات قيمة وإمكانيات واضحة. غير ان انتقاداته لاستخدام كلمة "تبسيط" فيما يتعلق بهذا الموضوع يوحي بأنه ربما يكن مهتما بسماع المزيد من نقاش عميق ومتعدد الأبعاد لهذا الموضوع المركزي. وهذا الوضع نفسه ينطبق أيضًا علي الآراء التي عبر عنها **عالية بن تاشفين**. وفي النهاية، يعترف **لطفي الدين القروي** بصريح العبارة بالأهمية المحورية للدعم الجماهيري ولكن تصوره للدور الرئيسي لشرارة الافكار الاولية يبقى قويا ويشكل جزءا اساسيا منه. وفي الوقت المناسب, قام بتقديم منظور مشابه تماما لما ذكرته زميلته في العمل سابق الذكر وهي: "العالية العسيري". والتي ركزت بشدة طوال المناقشة على القدرات الاصلاحية لكل فرد قادر على توليد افكار جديدة واستنباط رؤى رائدة وان الأفراد المسرعين بالمشاركة بخططهم المنطقية يعد هؤلاء المحفزان الرئيسيون للحراك الجمعي المصاحب لهذه الرؤى الجديدة . وبالتالي فان التوجه العام للنصف الأخير من حديثكم يكمن مدحه لرؤية فريدة ضمن سياقات اخرى راقية تثبت فعاليّة أفكار الأشخاص المبتكرة والساعين للسير بها الى الامام بالإضافة الى أهميتها الثابتة لاحراز اي تقدم ملحوظ باتجاه تطوير مجتمع عصري ومتطور وسليم بكل المقاييس والقوانين الإنسانية اللازمة والمعمول بها حاليا.