في الإسلام، هناك بعض الضوابط التي يجب مراعاتها عند التعامل مع الربح من الانترنت سواء كان ذلك عبر ترويج الإعلانات أو أي شكل آخر من أشكال التجارة الإلكترونية. إليكم شرح مفصّل لهذه القواعد:
- الترويج بالمجان: يعد دفع رسوم للاشتراك في برنامج الترويج مشكلة أساسية وفقاً للشريعة الإسلامية لأنها تعتبر شكلاً من أشكال القمار أو "الميسر". هذا يعني أن الشخص يدفع أموالاً بدون الحصول على شيء واضح مقابلاً لها، فقط على أمل تحقيق ربح مستقبلي. كما جاء في القرآن الكريم "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان" (سورة المائدة، الآية 90).
- **نوعية المنتجات|: يجب أن يتم الترويج للأشياء المباحة فقط وليس للمواد المحظورة شرعياً. تنصح السنة المطهرة بأن نتعاون فيما يصلح ونبتعد عما يؤذي بحسب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تَعَاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، لذا فإن المساعدة في نشر المنتجات المحظورة تعد مساعدة على الخطيئة والسلوك المسيء.
- **صدق المعلومة وعدم الغش|: يحظر التلاعب بالمعلومات المقدمة إلى الزوار لإغرائهم بزيارة موقع معين لشراء منتج ربما لا يوجد له طلب كبير بالفعل. هذا النوع من السلوك يمكن اعتباره خداعاً وغير صادق ويعطي انطباعات خاطئة.
أما بالنسبة لاستفسارك حول كون هذا الأمر رباً، فالوضع الحالي يشابه بشكل وثيق تعريف ربا الفضل وربا النسيئة حسب فهم العلماء. أولاً, ليس هناك اتفاق رسمي على نسب الربح وإنما مجرد احتماليات بناءً على مقدار الأموال المدفوعة والتي ستكون مختلفة لكل مشارك مما يخلق تفاضلاً. ثانياً, يتضمن الأمر تأخيراً في سداد المقابل المالي والذي يعتبر أيضاً خاصية بارزة للربا. أخيراً, هذه الطريقة للاستثمار ليست ضمن الحدود التي حددتها العقيدة الإسلامية لمفهوم المضاربة - المسؤولية المالية الكاملة بما فيها المخاطرة تعود للدائن بينما يستحق المستثمر النسبة المتفق عليها فقط من الأرباح النهائية بدون تحديد كميتها مقدماً.
وفي الأخير، ومن الواضح تمام الوضوح بناءً على الشرح السابق أن نظام المكافآت الذي طرحته لا يتوافق مع التشريع الإسلامي ويتعارض معه بسبب وجود مظاهر واضحة للقمار والحرام الأخرى داخلة فيه لذلك يوصى بصراحة بتجنب هذه الأنواع التجارية لتجنب الوقوع تحت الشبهات المحتملة وانتهاكات القانون الروحي للإسلام.