تناول الأغذية الغنية بالسكر خلال فترة الحمل قضية تتطلب اهتماماً خاصاً بسبب تأثيرها المحتمل على نمو وتطور الجنين. العديد من الدراسات العلمية الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين كثرة تناول السكريات وبين بعض المشكلات الصحية لدى الأطفال الذين ولدوا لأمهات عانينِ من زيادة استهلاك السكر أثناء الحمل. هذه العلاقة قد تنعكس سلبياً على الصحة العامة للجنين بعد الولادة أيضاً.
أظهرت إحدى هذه الدراسات المنشورة في مجلة "السمنة والأيض"، التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس, أن النساء الحوامل اللواتي يستهلكن كميات كبيرة من الفاكهة الصناعية المحلاة (التي تحتوي غالباً على نسبة عالية من الفركتوز) زادت احتمالية ولادتهن أطفال يعانون من وزن غير طبيعي عند ميلادهم. هذا الوزن الزائد يمكن أن يؤدي فيما بعد إلى مخاطر صحية طويلة المدى مثل السمنة والسكري النوع الثاني وحتى أمراض القلب.
بالإضافة لذلك، كشف بحث آخر نشر في دورية "أمراض النوم وأبحاث التنفس", أن الأمهات اللاتي كن أكثر اعتماداً على مصادر الطاقة السريعة - بما فيها تلك المحلاة بالفركتوز - كان أطفالهن معرضين بشكل أكبر للسمنة عندما بلغوا سن الخامسة مقارنة بتلك المجموعات التي اتبع نظام غذائي أقل حلاوة. كما وجد الباحثون رابطاً قوياً بين استهلاك الأمهات لهذه الأنواع من الأطعمة والسلوك الغذائي للأطفال لاحقاً.
ومع ذلك، ينبغي التأكيد هنا أنه رغم أهمية الحد من الاستهلاك اليومي للمحليات، فإن النظام الغذائي المتوازن مهم جداً لكل من الأم والجنين. الخضروات والفواكه الطبيعية هي مصدر جيد للألياف والمواد المغذية الأخرى التي يحتاج إليها كل منهما.
في النهاية، تعتبر الرعاية الطبية المهنية والتوجيه الغذائي المناسبين مكونين أساسيين للحفاظ على سلامة وصحة الأم والطفل طيلة فترة الحمل وما بعدها.
