رغم العيون التي وهبها الله لنا لتكون نوافذ روحية إلى العالم الخارجي, إلا أنها ليست قادرة على التقاط الأضواء في غياب الضوء الطبيعي. هذا يبدو غريباً لكنه جزء طبيعي ومدهش من تصميم جسم الإنسان. العين البشرية تعمل ككاميرا فوتوغرافية حقيقية تقبل فقط الإضاءة القادمة إليها.
في النهار، تتلقى عيناك كميات هائلة من الضوء المرئي الذي ينعكس من الأشياء حولك. هذه العدسة تمتص وتركز هذا الضوء عبر الجزء الشفاف من العين (القرنية) ثم تدخله القرص الداكن الصغير المعروف باسم "البُصُرة". هنا، يتم تحويل الضوء إلى إشارات كهربائية ترسل بعد ذلك إلى الدماغ، والذي يقوم بتفسير هذه الإشارات لرؤية واضحة للمحيط.
لكن ما يحدث عند الغروب؟ مع انخفاض مستويات الضوء المتاحة للعين, تصبح عملية الرؤية أكثر تحدياً. البصر الليلي ليس بسبب عدم وجود ضوء بالكامل ولكنه يرجع أساساً إلى كيفية عمل خلايا المخاريط الموجودة في الشبكية - وهي المسؤولة عن رؤيتنا للألوان خلال اليوم. بينما الخلايا العصوية تقوم بدورها، فهي أقل حساسية للضوء ولكنها تستطيع العمل حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة جداً. ومع ذلك، فإن قدرتها محدودة وبالتالي قد تبدو الأمور غير واضحة تماماً في الظلام.
بالإضافة لذلك، الجسم الزجاجي داخل العين يساعد أيضًا في التركيز بشكل صحيح للسماح برؤيتنا خلال النهار. ولكن تحت ظروف الإضاءة المنخفضة، فقدان القدرة على التأقلم مع التغيرات في درجة تركيز الصورة يمكن أن يؤدي إلى ضعف الرؤية أثناء الليل أيضا. وهذا هو السبب وراء حاجتنا لأضواء خارجية مثل مصابيح الكشاف أو النجوم ليلاً لإعطاء عيوننا بعض الطاقة الإضافية لرؤية ما حولها.
حتى وإن كان لدينا القدرة البيولوجية الفطرية للإدراك الجيد في الظلام عبر تلك الخلايا العصوية الخاصة بنا، إلا أنه بدون مصدر خارجي للضوء، سيبقى عالمنا متوهجًا فقط بنور ذكريات أيام مشمسة مضت!