بعد التحقق والاستشارة الشرعية المتعمقة، نوصي بأنه يجب تجنب أداء الصلاة في مساجد تحت سيطرة فرقة القاديانية، بغض النظر عن مدى قرب المسافة بينها وبين بيوتكم. رغم جهود بعض الأفراد داخل تلك الجماعة لتقديم صورة مختلفة عن معتقداتها الخاطئة، إلا أنه يبقى واجباً عليكم التزام الشريعة الإسلامية الثابتة.
التاريخ يؤكد أن هناك اختلافاً خطيراً بين ما يُعلن وما يُعتقد فعلاً ضمن صفوف القاديانية. فقد افتُضح ميرزا غلام أحمد قديماً بتأكيده لنفسه النبوة، بينما يصر البعض اليوم على تصنيفه كمجدّد. ومع ذلك، يتفق أغلب الباحثين على خداع محمد علي، الذي زعم لاحقاً أنه مجرد مجدد للاستهلاك العام والتلاعب بالإسلاميين العاديين الذين قد ينجذبون إليه بعيداً عن التدقيق الدقيق.
ليس الأمر كما ظنت الحكومة الألمانية حين صنفت القاديانيين كمسيحيين، حيث ثبت باستمرار أن هذه الفرقة تضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من العقائد المنحرفة والمعارضة للإسلام. بما فيها وصف الله بخواص البشر، وأن محمد -صلّى اللَّه عليه وسلّم- ليس خاتم النبيين الأخيرين، بالإضافة إلى اعتبار "الأتباع" مثل صحابة رسول الله -صلّى اللَّه عليه وسلّم-. أيضاً، تعتبر أرض قاديان مقدسة ويمكن زيارتها للحجة مكان مكة والمدينة! بالإضافة لذلك، تسمو لدى هذه الفئة الكثير من الأمور المحرمة حسب القرآن والسنة المطهرة مثل شرب الخمور وتعاطي المؤثرات النفسية وغيرها الكثير مما يعتبر محرم شرعا.
كل هذه الاعتقادات والخروج الواضح عن جوهر الإسلام تجعل الانتساب لأحد المساجد المرتبطة بهذه الفرقة مشكوكا فيه للغاية. لذا، يجب على أي مسلم صادق الرغبة في خدمة الإسلام والإعلان عن تبرئه من جميع عقائد القاديانيين كافة قبل التفكير في الانخراط في نشاطات تتعلق بهذا المجتمع.
أما فيما يتعلق بموضوع الهجرة أو ترك مسجد معين لعوائده الخطيرة: فلا يمكن اعتباركم مرتكبينا لجريمة عندما تبحثون بدلاً من ذلك عن مكان يجتمع فيه مؤمنون ملتزمون بالإسلام الحق. وبالتالي، فإن القرار بحفظ وشرف الدين يأتي أولوية على حفظ المبنى ذاته. وفقًا للشريعة الإسلامية، تنسب العملية الفعلية لتحسين وضع بيت الله عز وجل لهذا العمل الخاص بك - البحث والتأسيس لمساحة مناسبة للعيش والعبادة بشكل صحيح وصحيح دينياً. إنها مسؤوليتكم المشتركة لحماية نفسكم وكشف الآخرين أيضًا ضد التعرض للأخطار الروحية المحتملة الناجمة عن الاختلاط بالأفكار المغلوطة والدعوات الزائفة لما يسمى بالنبوءة الجديدة عبر تاريخ الطائفة الغريب.
ختاماً، قد يبدو الأمر مخيفًا للترك المكان المعتاده حاليًا. لكن ثقوا أنه عند اتخاذ هذه الخطوة الوقائية اللازمة ستكون مغفرة الرب الحقيقي لك ونصرك الأخروي الأكبر والأسمى بلا حدود أمام عينيه جل وعلا.