فيروس التهاب الكبد الوبائي "C"، المعروف أيضاً باسم HCV، هو واحد من أكثر الأمراض المعدية خطورة التي تتسبب فيها فيروسات الكبد. هذه الدورة المعقدة يمكن تقسيمها إلى عدة مراحل رئيسية تحدد كيفية عمل هذا الفيروس داخل الجسم المضيف وكيفية استجابته له.
- مرحلة التعرض للعدوى: عند تعرض شخص ما لدم ملوث بمستويات عالية من فيروس HCV، مثل خلال حقن غير آمنة أو عمليات نقل الدم قبل عام 1992، يبدأ العدوى. الفيروس قادر على الانتقال عبر الجلد المصاب إلى مجرى الدم.
- المرحلة الأولى - الإدخال الأولي للفيروس: بعد دخول الفيروس إلى الجسم، يقوم بتغيير الشكل ليصبح شكل "الجزيء النووي الحمضي الريبي ذو سلسلة واحدة". هذا الشكل يسمح له بالوصول مباشرة إلى الخلايا الحاملة للأنتيجين II، وهي نوع من خلايا المناعة المحلية. هنا، يبدا الفيروس بالتكاثر بسرعة كبيرة.
- المرحلة الثانية - الاستنساخ والتجمع: مع تكاثر الفيروس بسرعة، تبدأ عملية تجمع الجسيمات الورمية الجديدة والتي تحتوي على البروتينات الخاصة بها بالإضافة إلى نسخ أخرى من الحمض النووي الخاص بها. هذه العملية تتم عادةً داخل جهاز غولجي (Golgi apparatus) داخل الخلية المستهدفة.
- المرحلة الثالثة - إطلاق وتوزيع الفيروس: بمجرد اكتمال تجميع الفيروسات الجديدة، يتم طردها خارج الخلية الأصلية بواسطة عملية تعرف باسم "الإخراج الغشائي". ثم ينتشر الفيروس عبر مجرى الدم ويدخل خلايا جديدة لمواصلة الدورة مرة أخرى.
- المرحلة الرابعة - الاستجابة المناعية: أثناء كل هذه الخطوات، يطلق الجهاز المناعي للإنسان العديد من الأسلحة الطبيعية لمحاربة الفيروس بما في ذلك الأجسام المضادة وغيرها من الخلايا المناعية المتخصصة. ولكن بسبب قدرة فيروس HCV على تغيير شكله باستمرار لتفادي الاعتراف المناعي، قد يستمر الفيروس حتى لو تم اكتشافه أولياً.
- المرحلة الخامسة - الفشل الكبدي والمراحل النهائية: إذا ترك دون علاج لفترة طويلة بما فيه الكفاية، قد يؤدي عدوى فيروس HCV إلى تلف مزمن في الكبد مما يؤدي في بعض الحالات إلى فشل كبدي حاد أو سرطان الكبد.
هذه هي رحلة الفيروس الكامل؛ بدءاً من اللحظة الأولى للتعرض وانتهاءً بالمراحل الحرجة للفشل الكبدي المحتملة. الأمر مهم جداٌّ للتوعية حول أهمية الوقاية والعلاج المبكر لهذه الحالة الصحية الخطيرة.
