في موضوع غسل المسلم بين المغرب والعشاء خلال شهر رمضان، وبالتحديد في ليالي العشرة الأواخر منه، هناك العديد من الآراء المتداولة حول مدى صحّة هذا الفعل بناءً على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك، فإن البحث المستفيض في كتب الحديث والفقه يؤكد عدم وجود دليل قطعي لإظهار مشروعية هذه العادة بشكل خاص.
على الرغم من الروايات المختلفة التي نقلها بعض المؤرخين والمحدثين، إلا أنها جميعاً معرضة للضعف أو القصور فيما يتعلق بالسند والتقييد. فعلى سبيل المثال، ذكر ابن رجب في كتاب "لطائف المعارف"، وهو مرجع معروف في الدراسات الإسلامية، قصة مغايرة لما اعتدناه تقليدياً. وفقاً لهذا النص، كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يجتهد ويستيقظ أثناء الليل أثناء أيامه الأخيرة في الإسلام. بينما كانت زوجته عائشة تصرح بأنه عندما حل العشر أيام الأخيرة، كان يتمسك بمئزره (نوع من الملابس)، ويخصص وقت السحور كمأكلة عشائه الرئيسية. ولم تتضمن تفاصيل هذا الحديث الإشارة للغسل قبل العشاء تحديدًا.
وعلى نحو مشابه، أشار ابن رجب أيضا إلى اختلافات أخرى في رواة مختلفين تشير أيضًا إلى نفس الاتجاه العام لسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وليس لتوجيه خاص بغسل واحد مستهدف.
ومع ذلك، يجب التأكيد هنا أن الأمر ليس بتحديد ثابت ثابت ولكنه يرجع أساسا لرغبات الشخص نفسه واستعداداته الشخصية. فالعديد ممن يلي نهج السلف الصالح وجدوا تطهيراً ذهنياً وجسدياً عبر الاستحمام قبل ساعات الصلاة الطويلة والجهد البدني المرتبط بها في تلك الفترة المقدسة. لذلك، إن اختيار المرء لغسل النفس نظافة وخفة قبل أداء الواجبات الدينية يمكن اعتبارها مسعى محمود بشرط توافقها مع التعاليم الإسلامية العامة للحفاظ على النظافة والصحة الجسدية والنفسية.
وفي النهاية، ينبغي للمسلمين التحلي بالحذر عند اتباع التقارير غير المؤكدة والتي ليست لها قاعدة صلبة سنداً وتوثيقاً مدروسين ضمن الأدلة القانونية للتعاليم الدينية.
