الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيما يتعلق بالمسألة المطروحة، فإن الاقتراض بفائدة (الربا) محرم شرعاً، وهو من الكبائر العظيمة، كما جاء في القرآن الكريم: "ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" (المائدة: 2). وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، كما روى مسلم في صحيحه.
إذا كانت أختك قد اقترضت بالربا وأرادت التخلص من هذا العقد، فإن عليها أن تندم على ما فعلت وتعزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى. لا يلزمه دفع الفوائد الربوية إن أمكنه ذلك، وإن لم يمكنه، دفعها لأجل ما يحصل له من الإجبار على ذلك. وكلما تمكنت من تعجيل الأقساط الربوية والتخلص من آثار العقد الربوي، فهو أفضل.
ومع ذلك، لا يتحمل أحد ذنب أحد. فمن شارك في العقد الربوي أو أعان عليه هو الذي يتحمل وزر ذلك. لذلك، لا تتحملون وزر هذا العقد الربوي إذا لم تقوموا ببيع البيت.
إذا كانت شقتها لا تباع إلا إذا بيع البيت كله، أو كانت إذا بيعت منفردة يقل ثمنها، فلا يلزمكم بيع البيت من أجل مصلحتها. فليس لها أن تلزم أبويها ببيع البيت أو الخروج منه. بل يبقيان في بيتهما، وتنتظر هي حتى ييسر الله لها فتتخلص من العقد الربوي عن طريق بيع الشقة الساحلية أو غيرها. فإن لم يمكنها، فلا حرج عليها من تأخير التخلص منه حتى ييسر الله لها.
في النهاية، يجب أن نذكر أن الالتزام بالتعاليم الإسلامية هو الأساس في جميع الأمور، وأن التوازن بين التخلص من الربا وحماية حقوق الوالدين هو أمر مهم يجب مراعاته. والله أعلم.