فوائد مذهلة: تعرف على أهمية وتفضيلات السنّة المحمدية لتنظيف اللسان

تناولت العديد من النصوص الإسلامية والأحاديث الشريفة موضوع نظافة الجسم والفم، مؤكدةً أنها جزء مهم من الحياة الدينية والصحة العامة للإنسان المسلم. يُعد

تناولت العديد من النصوص الإسلامية والأحاديث الشريفة موضوع نظافة الجسم والفم، مؤكدةً أنها جزء مهم من الحياة الدينية والصحة العامة للإنسان المسلم. يُعد التنظيف، بشكل عام، ممارسة سنّية آمرة، حيث أكد ابن تيميّة على ضرورة "نظافة البدن من الأوساخ". بالإضافة إلى ذلك، فإن كون الله "طيبًا يحب الطيبة"، وفق قول الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- يدفعنا نحو تبني عادة النظافة.

ومن بين السنن المؤكد عليها والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتنظيف الفم هما المضمضة والسواك. يشغل السواك مكانة خاصة ضمن هذا السياق؛ فهو ليس فقط طريقة فعالة لإزالة الأوساخ والشوائب ولكن أيضاً أصبح ذو أهمية كبيرة فيما يتعلق بنظافة اللسان حسب السنة المطهرة. روى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري قصة دخوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يستخدم السواك بطريقة معينة تشير إلى استخداماته المتنوعة بما فيها تنظيف الجزء الأمامي من اللسان. كما ثبتت عديد من الروايات الأخرى حول كيفية عمل الرسول صلى الله عليه وسلم بالسواك سواء بالنسبة للأسنان أو اللسان، مشيرة جميعها لأهميته القصوى.

وبناء على تلك الأدلة القوية، اتفق علماء الفقه مثل ابن هانئ وابن قدامة وابن دقيق العيد وغيرهم ممن أثبتوا فضيلة استخدام السواك حتى على سطح اللسان. يعتبر هؤلاء العلماء بأن تأثير السواك على اللسان يعد أكثر حاجة وضروراً بالنظر للأبخرة الكريهة المحتملة الناجمة عن الجهاز الهضمي. وبالتالي فإن تنظيف اللسان بواسطة السواك ليس مجرد سنة مجردة فقط ولكنه أيضًا وسيلة فعالة لصحة أفضل وصيانة صحية لفمك وأجزاء أخرى منه.

وفي النهاية يجب التأكيد على نقطة جوهرية وهي أن القيام بهذه الأعمال الطيبة من أجل تحقيق الصحة والنظام العام أمر محمود للغاية ومعروف لدى المسلمين منذ القدم، وهي ليست محصورة في نطاق ديننا وحسب وإنما تتضمن جوانب اجتماعية وإنسانية كذلك. لذلك فإن أي شكل من أشكال التنظيف الذي يساعد في الوصول للمظهر الخارجي المرتبط بالنقاء والعفاف داخل النفس البشرية ويحقق الراحة والحماية للفرد ومحيطه الاجتماعي سيكون مرحبًا به مديحًا وتعزيزًا لهذا النهج المعافى والمتكامل للحياة الإنسانية تحت عباءة الإسلام الرباني الرحيمة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات