في عالم الآخرة، حيث تبدو الحياة بلا حدود لها، قد يتساءل البعض حول طبيعة العلاقات الاجتماعية والتفاعلات بين سكان الجنة. وفقًا للسنة النبوية المطهرة، فإن أهل الجنة سيدركون ويعرفون بعضهم البعض، وستكون هناك فرص للتواصل الاجتماعي والتجمع والاستمتاع برفقة الأحباب، تمامًا كما وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم السوق الشهيرة يوم الجمعة في الجنة. يقول الحديث الشريف الذي رواه مسلم: "إن في الجنة سوقًا تأتي كل جمعة، فتحث الريح الشمالية في وجوههم وفي ثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً".
لكن هل يمكن للأحباء هنا الأرض، الذين ربما كانوا يفكرون في الزواج بشريك حياتهم المستقبلي، الاستمرار بهذه العلاقة في عالم البرزخ؟ يجيب القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل قاطع: نعم، سيكون لكل فرد في الجنة زواج سعيد وممتع حسب مشيئة الله عز وجل. فالقرآن يشير إلى أن جميع احتياجات أهل الجنة النفسية والجسدية سوف تلبي بكاملها ودون نقص - بما فيها الرغبة في الزواج. يؤكد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه ليس هنالك أعزب واحد في جنات الخلد. لذلك، سواء كان الشخص غير متزوج حالياً أم لديه ارتباطات أخرى قبل وفاته، فسوف يتمكن من تحقيق آماله ورغباته الطبيعية ضمن هذا السياق اللامحدود للنعيم الأبدي. إنه وعد ملكوتي لا يساوره الشك!