يجوز للقارئ المسلم أن يتفاعل مع ما يسمعه أثناء قراءة القرآن الكريم، بما في ذلك التدريس والاستجابة والاستعاذة. وهذا بناءً على العديد من الأحاديث النبوية التي تشجع على التعامل مع آيات الرحمة والعذاب والدعاء والتسبيح بطرق مناسبة. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيم نفس هذه الممارسات خلال صلاته الخاصة.
روى الإمام أحمد في مسنده عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-: "صليت مع النبي ذات ليلة فتلا البقرة ثم النساء ثم آل عمران... وكان إذا مر بآية فيها رحمة سأل وإذا مر بسؤال سأل". وفي رواية أخرى لأبي داود، حيث جاء فيه: "وكان إذا مر بآية رحمة وقف عندها فسأل، ولا بم آية عذاب إلا وقف عندها وتعاذ".
ومن هنا يستنتج أن للمقيم أو المنفرد الحق في الاستفادة من هذه الطريقة التربوية والثابتة، بغض النظر عما إذا كانت الصلاة فريضة أو سنة مؤكدة. ومع ذلك، هناك اختلاف بين العلماء حول تحديد مدى مشروعيتها في الفرض فقط دون النافلة نظراً لتعدد الروايات حول الطبيعة الدقيقة لهذه الأمور.
مع ذلك، فهناك اتفاق عام على حكم مشترك وهو أنه يحق للقارئ الاستفادة من هذا النوع من التفاعل الشخصي أثناء القراءة. حتى وإن كانت الخلافات قائمة بشأن التفاصيل المفصلة للحكم، يبقى الأمر مفتوحاً أمام المرونة الشخصية ضمن حدود الأدب العام والشريعة الإسلامية.
ومن المهم التنويه أيضاً إلى أهمية فهم الآثار التعليمية والمعرفية المرتبطة بهذه الممارسة. فمن دلالاتها زيادة معرفتنا بالقوة الإرشادية واستيعاب رسائل الكتاب العزيز بشكل فعال ومتفاعل. إنها ليست مجرد طريقة للتعبير بل هي جزء حيوي من التواصل الروحي الذي يمكن أن يعزز إيمان المؤمن ويعينه على تحقيق التقرب الإلهي المثالي.