في القرآن الكريم، يُشار إلى الله بصفاته الإلهية المتعددة التي تشمل القدرة والإبداع. عندما نتحدث عن بناء السماء والأرض، نجد عدة آيات تؤكد أن الله هو الذي قام ببنائهما. يقول الله عز وجل: "أوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ" (الانبياء:30). ويؤكد أيضًا: "(وهو) الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور".
هذه الآيات تُشير بوضوح إلى قدرة الله وعظمته في خلق الكون وبنائه. ومع ذلك، فإن استخدام مصطلح "الباني" كمسمى لله قد يكون محل نقاش بين العلماء. أولاً، لأن هذا المصطلح ليس موجداً بكثرة في النصوص القرآنية لوصف صفاته. ثانياً، لأن التركيز الرئيسي للأديان الإبراهيمية عموماً، بما فيها الإسلام، يجب ألّا يكون على تسميات الناس للإله ولكن بدلاً من ذلك على اتباع تعاليمه واحترام سلطانه.
بالإضافة لذلك، هناك بعض التفصيلات حول كيفية خلق بعض الأشياء في العالم كما ورد في الحديث النبوي الشريف. فقد نقل لنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن الله خلق أربع أمور بيده وهي: العرش والكلم والجنّة وأدم - البشر - بينما خلق كل ما تبقى باستخدام أمره "كن"، حيث يكفي مجرد قول الأمر ليوجد الشيء. وهذا يدعم الفكرة بأن القدرة الإلهية ليست محصورة فقط في البناء الفيزيائي ولكنه تمتد أيضاً لتشكيل الواقع بطريقة عامة.
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع يستخدم فيه اسم "الباني" فيما يخص الرب، إلا أنه وفقاً للتفسير المعتدل لهذه الآيات والنصوص الأخرى، يمكن اعتبار الله مصدر جميع الأعمال والمخلوقات الموجودة ضمن عالمنا الكبير وحافظ لها. إنها ليست مسألة مصطلحات دقيقة بقدر ماهي اعتراف بحقيقة عظيمة: أن كل شيء موجود بسبب تصرفات الله الإلهية.