الصلاة بعد التيمم: حكم صحة الأعمال وكسب الأجر

يمكن للمسلم المُصاب بمرض جلدى يعيق الوضوء التقليدى أن يقوم بتيمم بدلاً منه؛ حيث يعد التيمم بمثابة نظافة شرعية تعادل الوضوء فى الأحكام العملية والصلاة.

يمكن للمسلم المُصاب بمرض جلدى يعيق الوضوء التقليدى أن يقوم بتيمم بدلاً منه؛ حيث يعد التيمم بمثابة نظافة شرعية تعادل الوضوء فى الأحكام العملية والصلاة. هذا ما أكدته السنة النبوية المطهرة عبر عدة أحاديث شريفة مثل حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه الذى ورد فيه قوله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث نفسه فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه".

أما فيما يتعلق بصلاة ركعتين بعد التيمم للحصول على مزاياها الروحية، فإن هناك دليل Indirect يشير إلى امكانية هذه الممارسة. فقد ورد عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال عند صلاة الفجر: يا بلال حدثني برجى عمل عملت في الإسلام... فقال: ما عملت عملا أرجو به إلا أنا لم أتطهر طهورا في ساعة نهار أو الليل إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي..."

وفي حين يقصد البعض بالحديث السابق الرقى التي تشمل الوضوء وغسل الجسم، يؤكد العديد من الفقهاء والمفسرين أنه بإمكان كلمة "طهوراً" أن تمثل ايضا حالة التيمم بسبب المرض الجلدى المقيد للشخص عن الوصول إلى الماء بشكل طبيعى. ومع ذلك، يجب التأكيد على عدم وجود اتفاق كامل بين جميع المدارس القانونية حول هذا الموضوع تحديدًا. ولكن بناءً على الأدلة المتاحة، يبدو أن صلاة ركعتين عقب التيمم جائزة ومقبولة.

ومن المهم الالتزام بالحكمة الدينية هنا، حيث إن تركيز الصحابة والسلف الصالح كان دائمًا على تنوع وسائل التعبد وطرق تحقيق الطهارة بغرض أداء الشعائر الإسلامية بأفضل طريقة ممكنة تحت ظروف مختلفة. لذلك، عندما يكون الشخص غير قادر جسديًا على استخدام المياه لأسباب صحية، يستطيع استخدام التراب للتيمم، ومن ثم يصلى ركعتين يحقق بها نفس الأجر والثواب المرتبط بركعات المؤدين للتوابع الطبيعين.

ختامًا، بينما يندرج الأمر ضمن الاحتمالات المفتوحة والتي تحتاج المزيد من البحث والدراسة داخل مجتمعات علم الدين المختلفة، يبقى الإخلاص والنية الصادقة هي أساس قبول جميع أعمالنا أمام الخالق عز وجل.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات