الاكتئاب هو حالة صحية عقلية خطيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير ليس فقط على الحالة المزاجية والنفسية للفرد، ولكن أيضاً على حالته البدنية. أحد الأعراض غير الشائعة التي قد يعاني منها الأفراد المكتئبون هي ضيق التنفس. هذه الظاهرة ليست مستحيلة؛ فقد ثبت علمياً وجود رابط وثيق بين الحالات النفسية مثل الاكتئاب والأعراض الجسدية كالتنفس الصعب.
في هذا السياق، يُمكن اعتبار ضيق التنفس مؤشرًا مهمًا للاكتئاب لدى بعض الأشخاص. وفقًا للدراسات الحديثة، حوالي ثلث المرضى الذين يتم تشخيصهم بالاكتئاب يشكون أيضًا من مشاكل تتعلق بالتتنفس. السبب وراء ذلك معقد وممتد عبر عدة عوامل. أولاً، عندما نتعرض لفترات طويلة من الضغط النفسي المرتبط بالاكتئاب، فإن أجسامنا تطلق هرمونا يسمى "الكورتيزول"، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وزيادة استهلاك الأكسجين وبالتالي الشعور بصعوبة التنفس.
ثانياً، الاكتئاب قد يزيد من حساسية الجهاز القلبي الرئوي تجاه المؤثرات الخارجية. هذا يعني أنه حتى المستويات الطبيعية من النشاط البدني قد تبدو أكثر تعباً وأكثر إرهاقا للأشخاص المصابين باكتئاب شديد مقارنة بالأصحاء نفسيا. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الانخراط في أنماط حياة أقل نشاطا جسديًا وهذا أيضا يساهم في ضعف القدرة على التنفس بكفاءة.
من المهم التأكيد هنا بأن العديد من حالات ضيق التنفس أثناء الاكتئاب ليست نتيجة مباشرة للمرض نفسه ولكنه جزء من مجموعة من الأعراض المترابطة. لذلك، إذا كنت تشعر بصعوبة في التنفس جنبا إلى جنب مع علامات أخرى للاكتئاب مثل الخمول الدائم والشعور بالحزن المستمر وفقدان الاهتمام بالحياة اليومية، فمن الضروري البحث عن المساعدة الطبية الفورية.
العلاج الناجح للاكتئاب ينطوي عادة على نهج متعدد الطبقات يتضمن العلاج النفسي والأدوية وقد يشمل تغييرا في نمط الحياة بما فيه الرياضة المنتظمة والتغذية الصحية لتحسين الوظائف القلب الرئة لديك وتقليل احتمالية ظهور تلك الاعراض الجانبية. إن الاعتراف المبكر بوجود صلة محتملة بين الاكتئاب وضعف التنفس يمكن أن يساعد في تحقيق نتائج علاجية أفضل بشكل عام وتحسين نوعية الحياة للأفراد المتأثرين بهذا الجمع المعقد من المشكلات الصحية.
