التوتر الناتج عن الضغوط الحياتية اليومية يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة العامة للفرد بما في ذلك وظيفة الجهاز التنفسي لديه. فالتوتر ليس مجرد حالة نفسية مؤقتة؛ بل إنه قد ينعكس سلباً على الجسم وعلى أدائه الطبيعي. عندما يشعر الشخص بالتوتر، يتم تنشيط استجابة "محاربة أو هروب"، وهي رد فعل بيولوجي تطوري يستعد فيه الجسم لمواجهة الخطر أو الفرار منه. وفي هذه العملية، يفرز جسم الإنسان هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول والتي تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وحتى سرعة التنفس.
يمكن لهذه الاستجابة الفيزيولوجية المديدة للتوترات النفسية أن تتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد، ومن بينها اضطرابات التنفس المختلفة. أحد الأمثلة الأكثر شهرة هو الربو التحسسي المرتبط بالقلق. الأشخاص الذين يعانون من حالات القلق الشديد غالبًا ما يجدون صعوبة في التنفس أثناء نوبات الهلع بسبب انقباضات العضلات غير الإرادية التي تسبب تضييق الشعب الهوائية مما يحجب مجرى الهواء الطبيعي ويؤدي للشعور بصعوبة الشهيق.
بالإضافة لذلك، فإن التوتر المستمر أيضاً قد يساهم في تفاقم أمراض أخرى متعلقة بالتنفس كالحساسية الصدرية والسعال الجاف وذلك عبر إضعاف جهاز المناعة وبالتالي تقليل قدرته على مقاومة عوامل البيئة المحرضة للمرض. كما أنه قد يحدث بعض الأعراض البسيطة ولكن مزعجة مثل الشعور بحرقة المعدة نتيجة لارتفاع نسبة الحموضة فيها والذي يأتي بدوره نتيجة للإجهاد والتعب النفسي والجسدي.
لتخفيف آثار التوتر السلبية على التنفس، يُوصى بممارسة التأمل والاسترخاء الروحي والحفاظ على نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام للحصول على قسط مناسب من الراحة للجسم والعقل. كذلك فإن التواصل الاجتماعي الفعّال ودعم العلاقات الشخصية يلعب دوراً هاماً في الحد من مستويات التوتر لدى الأفراد ولذلك فهو مفيد جداً لتحسين حالتكم الصحية العامة بما فيها عملية التنفس الخاصة بكُمْ.