يعتبر مرحلة النمو والتطور عند الأطفال فترة حاسمة ومثيرة للدهشة، خاصة فيما يخص تعبيرهم الفني. هذا النوع من التعبيرات ليس فقط وسيلة للأطفال لاستكشاف قدراتهم الإبداعية ولكنها أيضاً طريقة مهمة لهم لفهم العالم من حولهم وتعزيز مهارات التفكير لديهم. يمكن تقسيم مراحل نمو التعبير الفني عند الأطفال إلى عدة خطوات رئيسية.
- الفترة المبكرة (من الولادة حتى سن الثالثة): خلال هذه الفترة، يستخدم الأطفال الجسد كوسيلة أساسية للتعبير. هم غير قادرين بشكل عام على رسم صور واضحة لأن قدرتهم الحركية دقيقة ليست متقدمة بما فيه الكفاية بعد. بدلاً من ذلك، يقومون بتلوين الأوراق البيضاء بكل ألوان الفرشاة المتاحة لهم، مما يعكس استمتاعهم بالألوان والملمس أكثر من اهتمامهم بالتصور البصري.
- السنوات الأولى (بين ثلاث إلى ست سنوات): مع زيادة تنسيق عضلات اليد الصغيرة ومعرفة الطفل بالقلم الرصاص أو الفرشاة، تبدأ الأعمال الفنية الخاصة بهم تتطور. غالبًا ما تكون رسوماتهم بسيطة وخطوطها سميكة وغير منتظمة، لكنها تصبح أكثر تحديداً بمرور الوقت. الأطفال الصغار أيضًا يميلون إلى استخدام الصور الشخصية لتوضيح أفكارهم وأحلام اليقظة.
- مرحلة الطفولة الوسطى (ست إلى تسع سنوات): هنا يبدأ التقدم الحقيقي في الرسم والرسم. يتمتع الأطفال الآن بمزيد من القدرة على التركيز ويصبحوا قادرين على تمثيل الأشياء بصور أكثر واقعية. قد يرسمون المناظر الطبيعية، الحيوانات، والشخصيات التي يعرفونها جيدا. بعض العناصر مثل العيون والأنوف والجسم العام للشكل البدائي ترتفع تدريجياً نحو الصورة النهائية.
- مرحلة المراهقة (تسعة إلى اثنتي عشرة سنة وما فوق): بحلول نهاية سنوات الطفولة وجزء كبير من بداية الشباب، يكتسب الفنان الشاب فهمًا عميقًا للمبادئ الجمالية والفنية الأساسية مثل العمق، التوازن، الوضوح والنسبة بين الأجزاء المختلفة للصورة. قد تستند أعمالهم الفنية إلى تجارب شخصية، مشاعر داخلية أو قضايا اجتماعية وثقافية ذات أهمية بالنسبة لهم.
في كل حالة، فإن عملية تعلم الفنان الناشئ هي جزء لا يتجزأ من تقدمهم العقلي والعاطفي والإبداعي. كما أنه يحفز التحقق الذاتي والاستقلالية والثقة بالنفس بينما يساهم أيضا في تطوير المهارات الاجتماعية الاجتماعية كالقدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين حول الأدب الشعبي والقيم الجمالية المشتركة. لذلك، يعد دعم وتشجيع العادات الفنية منذ مرحلة مبكرة أمراً ضرورياً لنمو الصحة العامة لكل طفل.
