تعد أكياس المبيض ظاهرة شائعة بين النساء في سن الإنجاب، وقد تتسبب في مجموعة من الأعراض مثل الألم البطني والانتفاخ. ولكن ما علاقتها بالحمل؟ هذا أمر حيوي لفهمه لكل امرأة تفكر في الحمل مستقبلاً. الأكياس على المبيض يمكن تصنيفها إلى عدة أنواع بناءً على بنيتها ووظيفتها داخل الجسم. بعض هذه الأكياس غير ضارة وغير مرتبطة بالإخصاب، بينما البعض الآخر قد يؤثر بشكل مباشر على الخصوبة والإمكانية الحالية للحمل.
الأكياس الوظيفية هي الأكثر شيوعاً والتي تنشأ عادة خلال دورة الحيض الشهرية نتيجة لعمل الغدد المنتجة للهرمونات. عندما يفشل الجريب (الفقاعة الصغيرة التي تحتوي على البيضة) في الانفجار وإطلاق البيضة أثناء التبويض، يمكن لهذه الفقاعة المتبقية أن تشكل كيس وظيفي صغير. غالبًا ما تكون هذه الأكياس مؤقتة وتحل نفسها بدون تدخل طبي بعد فترة قصيرة. ومع ذلك، إذا استمرت لأكثر من اثني عشر أسبوعًا، فقد تحتاجين إلى مراقبة طبية للتعرف عليها بدقة واستبعاد وجود حالات أكثر خطورة محتملة.
عندما يأتي موضوع الحمل، فإن نوع آخر من الأكياس يُطلق عليه اسم "الأكياس المحيطة بالبيوض"، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية الإخصاب. يحدث هذا النوع من الكيس عندما ينمو النسيج حول البيضة بعد عملية التخصيب الناجحة قبل زرع الجنين في الرحم. رغم أنه ليس له تأثير مباشر على قابلية المرأة للإخصاب بشكل عام، إلا أنه يعتبر جزءاً أساسياً من بداية مراحل أولى من الحمل.
بالنسبة للأكياس الضخمة أو الليفية، فهي تحتاج إلى اهتمام خاص لأنها قد تعوق عملية الحمل بطرق متعددة بما فيها التأثير على وضعية الرحم ومستويات هرمونية معينة ضرورية للاستقرار الجنيني المبكر. بالإضافة لذلك، هناك خطر حدوث تمزق أو انفجار مفاجئ لهذه الأكياس الكبيرَّة مما يستوجب العلاج الفوري لمنع مضاعفات صحية خطرة.
وفي ختام الأمر، يعد التواصل الصريح والمباشر مع الطبيب المعالج بشأن تاريخكِ الصحِّي والأكياس المُكتشفة سابقا أمراً حيوياً لاتخاذ القرارات المثلى فيما يتعلق بخطط حياتكِ المستقبلية -خاصة تلك المرتبطة بإنجاب الأطفال-. الاستشارة الدورية الدقيقة والمراقبة الدورية مهمتان للتأكيد على سلامتك وصحتك قبل وبعد تحقيق حلم الأمومة.