تعد العيوب الخلقية للعيون حالة طبية تؤثر على تشكيل وتطور العين أثناء مرحلة النمو الجنينية، مما قد يسبب مشكلات بصرية مدى الحياة. هذه الحالة يمكن أن تتراوح بين خفيفة إلى شديدة الخطورة، ويختلف علاجها بناءً على نوع ولحجم المشكلة. سنتناول هنا بعض الأنواع الأكثر شيوعا من العيوب الخلقية للعيون وأبرز سبل العلاج المتاحة.
1. اعتلال الشبكية الوليدي (retinopathy of prematurity):
يحدث هذا النوع من العيوب الخلقية لدى الأطفال الذين ولدوا قبل الأوان بشكل مفرط، غالباً أقل من 28 أسبوعا من الحمل. يحدث بسبب عدم اكتمال نمو شبكية العين خلال الفترة القصيرة التي يقضيها الطفل خارج الرحم. يتميز بتكوين أوعية دموية غير طبيعية في شبكية العين، والتي إذا تركت دون علاج فقد تؤدي إلى فقدان البصر الجزئي أو الكامل. العلاج يتضمن عادة علاجا دوائياً أو أشعاعاً ليزر لوقف نمو الأوعية الدموية الجديدة ومنع تلف الشبكية.
2. كسل العين (amblyopia):
يشير كسل العين إلى ضعف الرؤية الثابت في عين واحدة أو كلتيهما نتيجة لتجاهل الدماغ لإحدى العينين خلال مراحل الطفولة المبكرة. السبب الرئيسي لذلك غالباً هو اختلاف كبير في قوة النظر بين العينين (الانكسار الاختلاف). يمكن معالجة كسل العين بالتدخل المبكر -عادة ما يعني وضع نظارات تصحيحية و/أو رقع إحديَهما لفترة محددة لتحسين رؤية تلك العين الضعيفة وضمان عمل الدماغ عليها بصورة متساوية مع الأخرى الصحية.
3. استجماتيزم الولادي:
قد تولد بعض الأطفال باستجماتزم خلقي، وهو اضطراب انكساري حيث تكون القرنية وغيرها من هياكل عدسة العين منحنية بطريقة خاطئة، وهذا يؤدي إلى انتشار الضوء داخل العين بزوايا مختلفة وبالتالي رؤية ضبابية وعدم وضوح الصورة المرئية. توصف العدسات التصحيحية مثل النظارات الطبية والعدسات اللاصقة لعلاج الاستجماتيزم الولادي وتحقيق رؤى أفضل للمصابين بهذا النوع من عيوب الانكسار عند حديثي الولادة. كذلك هناك عمليات جراحية مثل عملية الليزر لتحسين حالة الوضع الطبيعي للأنسجة المرتبطة بالقرنية المصابة بالإستجماتزم، ولكن هذه العمليات محصورة بعد سن الخامسة عشر تقريباً عندما يكون شكل هيكل العين مستقراً تمامًا.
يتطلب تشخيص ومعالجة أنواع مختلفة من العيوب الخلقية للعيون فهماً عميقاً لكل منها واستراتيجيات علاج خاصة بها، بمشاركة مختصي طب وجراحة وجراحة أعضاء الحس. التشخيص والتدخل مبكر هما مفتاح تحسين نتائج المرضى وتعزيز فرص الحصول على حياة صحية بدون قيود بصرية كبيرة ناجمة عن تأثيرات هاته الحالات منذ الزمن الجنيني حتى نهاية فترة الطفولة وما بعدها مباشرةً.