مع تقدم المرأة الحامل نحو الفصل الثالث من حملها، قد تبدأ في مواجهة مجموعة متنوعة من الأعراض الجديدة التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على نوعية حياتها اليومية. واحدة من هذه الأعراض الأكثر شيوعاً هي الشعور بصعوبة التنفس، والتي غالباً ما تحدث أثناء الأشهر المتوسطة من الحمل - خصوصاً في الشهر السادس. هذا ليس فقط بسبب الضغط الزائد الناجم عن توسع الرحم ولكنه أيضاً نتيجة للعديد من العوامل الفسيولوجية الأخرى المرتبطة بالحمل.
في البداية، عندما يبدأ الجنين بالنمو والتطور داخل الأم، فإن رحمه يتمدد تدريجياً لتوفير المساحة اللازمة له. هذا التمدد يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الصدر والحجاب الحاجز، مما قد يخلق شعوراً بعدم الراحة وصعوبة التنفس. بالإضافة إلى ذلك، مع ارتفاع مستويات هرمونات مثل الاستروجين والبروجستيرون، يحدث استرخاء عضلات الحوض والأحشاء الأخرى بما فيها تلك الموجودة حول الرئة والحجاب الحاجز. وهذا أيضًا يساهم في الشعور بصعوبتي التنفس والاستنشاق العميق.
بالإضافة إلى التأثيرات الفيزيولوجية للحمل نفسها، هناك عوامل أخرى خارجية يمكن أن تساهم في صعوبات التنفس. النظام الغذائي غير الصحّي والسمنة وقلة النشاط البدني كلها أمور شائعة بين النساء الحوامل وتؤدي بدورها إلى تفاقم مشاكل الجهاز التنفسي. كذلك، بعض حالات الحمل كارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري قد تتسبب أيضا في اضطرابات صحية متعلقة بالتنفس.
على الرغم من كونها حالة طبيعية نسبياً لدى العديد من النساء الحوامل، إلا أنها تستحق الانتباه والمعرفة لما قد تحتاجه الأم من رعاية خاصة خلال هذه الفترة الحرجة. لذا ينصح باستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغيرات ملحوظة فيما يتعلق بجودة التنفس أثناء الحمل للتأكيد أنه ضمن نطاق الأعراض المعتادة ولا يحتاج الأمر لأعمال طبية إضافية.