يعتبر كلا من الضغط الدموي وعدد ضربات القلب مؤشرين أساسيين لصحة الجسم بشكل عام. يرتبطان ارتباطاً وثيقاً، مع وجود تأثيرات متبادلة تساهم في الحفاظ على وظائف الجسم الطبيعية والحماية من العديد من الأمراض.
في البداية، دعونا نفصل كلٍّ منهما قليلاً لنتمكن من فهم علاقتهما بشكل أفضل. الضغط الدموي هو القوة التي يبذلها الدم ضد جدران الأوعية الدموية أثناء تحركها عبر النظام الوعائي. هذا القياس يتم تقديمه غالبًا كتقريرين؛ الأرقام الأعلى تمثل الانقباضات (أعلى) والأدنى تمثل الانبساطات (أسفل). المعدل الطبيعي للبالغين عادة ما يكون حوالي 120 ملم زئبقي أعلى وأقل من 80 ملم زئبقي ليكون 120/80.
من ناحية أخرى، يعد معدل ضربات القلب المؤشر الرئيسي لوظيفة القلب وهو يقيس عدد مرات انقباض وانبساط القلب خلال الدقيقة الواحدة. الحد الطبيعي لمعدل ضربات القلب لدى الشخص البالغ النشيط يمكن أن تتراوح ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة (bpm). ومع ذلك، قد تنخفض هذه المعدلات عند الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من اللياقة البدنية أو ترتفع بسبب عوامل مثل التوتر والإجهاد البدني.
الآن، لنستعرض كيف يؤثر هذان العنصران بعضهما البعض. عندما يزداد نشاط قلبك - ربما نتيجة للجهد البدني الشديد - فإن معدّل ضربات القلب سيرتفع لتلبية الطلب المتزايد للأكسجين والمواد الغذائية الأخرى في جميع أنحاء الجسم. وفي المقابل، سيحتاج جسمك أيضا إلى زيادة تدفق الدم من خلال ارتفاع الضغط الدموي لدعم هذا النشاط الزائد للقلب. وهذا يعني أنه عندما تكون النبضات سريعة جداً، فإنه ليس بغريب رؤية قراءات مرتفعة لضغط دميك أيضاً.
ومع ذلك، هناك حالات صحية أخرى قد تؤدي فيها الاختلالات في أحد هاتين الوظيفتين إلى التأثير السلبي على الآخر. مثلاً، إذا كانت لديك مشاكل متعلقة بمستوى ضغط دمك المرتفع باستمرار (مثل فرط ضغط الدم)، فقد يتسبب ذلك في تحميل إضافي على عضلة قلبك مما يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في معدل نبضات قلبك حتى تحت الراحة. وعلى نحو مشابه، يمكن لأمراض مثل خلل نظم القلب أن تقوض قدرة القلب على العمل بكفاءة، وبالتالي تشكل عبئا ثقيلا على نظام ضغط الدم الخاص بك.
وبطبيعة الحال، تعتبر الرعاية الصحية المنتظمة والاستشارة مع المحترفين الصحيين أمر بالغ الأهمية للحفاظ على توازن صحي لكليهما داخل جسم الإنسان. إن حماية صحتك اليوم تعود بالنفع عليك بالأمس وغداً!