- صاحب المنشور: ملك بن غازي

ملخص النقاش:
### التوازن الدقيق: التحديات والمكاسب الاقتصادية لتنمية الطاقة المتجددة في الوطن العربي في الأفق اللامع للطاقة المتجددة، يقف العالم العربي عند مفترق طرق مليء بالتحديات والفرص. مع الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري لتلبية احتياجات الطاقة، تواجه المنطقة تحدياً كبيراً وهو التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة وأماناً. تتجلى هذه الجهود في العديد من المشاريع الطموحة التي تهدف إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في خليط توليد الكهرباء. لكن الطريق ليس ممهداً دائماً، حيث تعترض مسار هذا التطور مجموعة متنوعة من العقبات التقنية والاقتصادية والبيئية. ## التحديات المالية: الاستثمار الأولي والأرباح المستقبلية تعد تكلفة الاستثمار الأولية أحد أكبر العوائق الرئيسية أمام اعتماد واسع النطاق للطاقة المتجددة داخل الدول العربية. تحتاج مشاريع الرياح والشمس إلى ميزانيات ضخمة لتحقيق الجدوى التجارية، مما يشكل عبئاً مالياً هائلاً خاصة بالنسبة للدول ذات الإنفاق الحكومي المحدود وتراجع إيرادات النفط الخام. كما يتطلب الأمر فترة زمنية طويلة حتى تبدأ عوائد الاستثمارات بالظهور، وهو ما قد يؤدي إلى مخاطر مرتبطة بالمخاطر المنتشرة عبر الزمن ("time－spread risk"). بالإضافة لذلك، فإن عدم وجود بنى تحتية متينة للتوزيع والتخزين يمكن أن يساهم أيضاً بتعطيل عملية الانتقال نحو طاقات نظيفة ومتنوعة المصدر. ## التأثير البيئي: الحد من الانبعاثات والحفاظ عليها للطاقة الشمسية وطاقة الرياح دوراً محورياً يلعبانه جنباً إلى جنب مع سياسات الحفاظ على البيئة وخفض انبعاث الغازات الدفيئة الناجمة عن حرق الفحم والنفط. إلا أنها ليست بدون تأثيرات بيئية سلبيه محتملة مثل فقدان التنوع الحيوي بسبب بناء محطات توليد كهربائية جديدة؛ أو الآثار الاجتماعية والاقتصادية المحتملة المرتبطة بفقدان بعض الوظائف المرتبطة بصناعة الوقود الاحفوري خلال مرحلة التعافي والإعادة الهيكلية طويلة المدى . ومن منظور عالم عربي يعيش شعوبها الكثير منهم حياة ريفيه تعتمد بشكل كبير علي التربة ، فأن هناك أيضا قضايا متعلقه بالأراضي والموارد الطبيعية الأخرى وكفاءتها البقاء مستخدمة بطريقة فعالة ومستدامه عندما يتم تحويل المساحات الكبيرة منها إلي مجالات لإنتاج مصادر متجددة كالرياح أو الألواح الشمسيه . وبالتالي ، فإن القدره علي تحقيق توازن بين استخدام الأرض واستغلال موارد طبيعه أخرى ستكون أمر حيوي للغاية لأهداف الأمن الغذائي والاستخدام الأمثل للموردين الشحيحي بالفعل . ## الفرص الواعدة: خلق فرص عمل وتعزيز الاكتفاء الذاتي على الرغم من الصعوبات العديدة التي ذكرناها أعلاه ، إلا أنه يوجد عدد غير قليل من المكاسب الهامة التي ينتج عنها توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا . أول تلك المكتسبات هو توفير وظائف جديدة مباشرة وغير مباشرة للعاملين المحليين الذين سينخرطون بأعمال التركيب والصيانة وإدارة عمليات إنتاج الطاقة المتجددة المختلفة . ثاني تلك المنافع هي قدرة دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا علي تقليل وارداتها الضخمة حالياً من الوقود الأحفوري والذي تمثل جزء منه مصدر رئيس للاحتجاج الداخلي حول السياسات الخارجية للحكومات المعنية وذلك نتيجة ارتفاع اسعار هذه المواد الأساسية بشكل كبير مؤخرا . أخيرا وليس آخرا تعد القيمة الإجمالية المصرفية نتيجة ترشيد وتحسين كفاءة شبكات التوزيع الحاليّة قوة دافعة مهمة آخر نحو تشغيل المزيد من مشروعات الطاقة البديلة والتي سوف تعمل كذلك تسريع الخطوات المنشوده لتطبيق حلوله ذكية للأخذ بعين الاعتبار كل جوانب التشغيل الحرجة لهذه المرافق الخدمات العامة العملاقة وخاصة فيما يتعلق بقابلية مرونة النظام العام وفق مختلف الظروف السياسية - البيئية والعلاقات الدولية المؤثره عليهما جميعًا .