- صاحب المنشور: حليمة الحمودي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، يُعتبر الشباب العرب جزءاً أساسياً من المجتمع الرقمي المتنامي. مع انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها الكثير، أصبح لهذه المنصات تأثير كبير - سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ - على صحتهم العقلية والعاطفية. هذا المقال يستكشف التأثيرات المحتملة لهذه التطبيقات الحديثة وكيف يمكنها المساهمة في تعزيز الرفاه النفسي أو الإضرار به بين الجيل الشاب.
الأثر الإيجابي: بناء مجتمع افتراضي داعم
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن توفر شبكة دعم قوية ومريحة للمستخدمين الذين قد يشعرون بالعزلة أو الانفصال عن الآخرين لأسباب مختلفة. من خلال مجموعات المناقشة والمجموعات الخاصة والأصدقاء عبر الإنترنت، يمكن للأشخاص التواصل بحرية حول مواضيع حساسة وصعبة دون الخوف من أحكام اجتماعية قاسية. هذه الأدوات تساعد في خلق مساحة آمنة حيث يجد الأفراد التشجيع والتفهم والدعم اللازم لتحقيق رعاية أفضل لأنفسهم.
الجانب السلبي: الضغط والتقييم الذاتي
على الرغم من فوائدها العديدة، إلا أنه يوجد أيضاً جانب سلبي واضح نسبيا وهو الضغط الذي تفرضه وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. هناك توقعات مستمرة للسعي نحو "الحياة المثالية"، مما يؤدي غالبا إلى مقارنة الذات بطريقة غير عادلة وغير واقعية. هذا النوع من المقارنات المستمرة قد يساهم في زيادة القلق والاكتئاب والشعور بالفشل الشخصي لدى المستخدم الصغير السن خاصة إذا كانت لديه آمال عالية بشأن صورته الشخصية وروعة تجربته الحياتية.
الحالة النفسية وعلاقتها بمعدلات الاستخدام
أظهرت الدراسات وجود علاقة مباشرة بين الوقت المُستهلك يوميًا باستخدام الشبكات الاجتماعية والحالة النفسية العامة للشخص. الأشخاص الذين ينفقون أكثر من ساعتان كل يوم على مواقع التواصل هم عرضة بنسبة أكبر للإصابة بالأمراض المرتبطة بالحزن والكآبة والاضطرابات الأخرى ذات الصلة. بالإضافة لذلك، فقد أثبت العلم الحديث دور الوسائط الرقمية كمصدر رئيسي للتوزيع العالمي للمعلومات المغلوطة والتي يمكن أن تؤثر بنتائج قصوى وتدفع البعض نحو تصورات خاطئة حول الحياة الواقعية وأحداثها المختلفة.
الحلول الممكنة لحماية الصحّة العقليّة للعربي الشاب
لتخفيف الآثار الضارة لوسائل الإعلام الاجتماعية، يتعين على الشباب اتباع بعض الطرق العلاجية كالأنشطة البديلة التي تشغل فراغات الوقت الزائد، تنظيم جدول منتظم لاستخدامه لتجنب الافراط والاستهلاك المرضي لها، اختيار الصداقات الافتراضية بعناية استنادًا إلى القيمة الأخلاقية والمعنوية لديهم وتقييد الدخول لمنشورات أشخاص آخرين ممن لديهم محتوى مزعج بصورة متكررة وبانتظام. كما يلعب الأسرة دور هام كجزء فعال في توجيه أبنائهن باتجاه طرق التعامل الصحية والنظر إليها باعتبار أنها مجرد أدوات وليس مصدراً للحياة نفسها وقيمه الإنسانية الأصيلة. أخيراً، تعدّ دعوة الدولة والجهات الحكومية المعنية بتوجيه حملات توعوية عن مخاطر الاعتماد الزائد عليها وإطلاق مشروعات تطوير البرامج التعليمية بالمؤسسات التربوية لمواجهة تلك المخاطر وتحسين المهارات المعرفية والثقافية لدي جيل الغد الواعد بأن لنا جميعاً فيه نصيبٌ جميلٌ بإذن الله تعالى .