استفراغ الأطفال الرضع أمر شائع جدًا خلال الأشهر الأولى من الحياة، وغالبًا ما يثير قلق الأمهات الجدد. هذا الاستفراغ ليس دائمًا مدعاة للقلق، ولكن من المهم فهم الأسباب الشائعة وراءه وكيفية التعامل معه بشكل صحيح. فيما يلي نظرة تفصيلية عن بعض العوامل الرئيسية التي قد تساهم في استفراغ رضيعك الصغير:
- النمو وتطور الجهاز الهضمي: خلال مرحلة الطفولة المبكرة، يعمل جهاز هضم الرضيع على النمو والتكيف مع وظائف جديدة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة حساسية المعدة وانخفاض قدرتها على احتواء كميات كبيرة من الطعام، مما يساهم في حالات الاستفراغ الخفيفة بعد تناول الحليب أو الوجبات الأخرى.
- أنماط الشرب السريعة: عندما يشرب الطفل بسرعة كبيرة، فإنه يلتهم أيضًا الكثير من الهواء، والذي يتم إطلاقه لاحقًا كغازات أو حتى استفراغ. يُنصح بتشجيع طفلك على الشرب بوتيرة أكثر هدوءًا لتعزيز امتصاص أكثر فعالية للحليب ومنع البلع الزائد للهواء.
- حساسية اللاكتوز لدى الأطفال: رغم ندرته نسبيًا، فإن حوالي 5% من الأطفال حديثي الولادة يعانون من عدم تحمل اللاكتوز جزئيًا أو كاملاً، وهو ما يعني عدم القدرة على هضم سكر الحليب بالكامل. تتضمن علاماته الشائعة الإسهال والاستفراغ والانتفاخ المستمر. إذا اشتبحتِ في وجود هذه الحالة، راجعي طبيبك لتحديد أفضل مسار علاج مناسب لحالة صغيرك.
- ارتداد الحمض: يحدث ارتداد حمض المعدة عند انتقال الأحماض المعوية إلى المرئ بسبب ضعف العضلات بينهما أو توسّعها غير الطبيعي. غالبًا ما يبدو الأمر كتقيؤ ذو رائحة حامضية ويرافقه بكاء مفرط وسعال مستمر وصعوبات في التنفس. تجنب وضع الطفل فور الانتهاء من الرضاعة واستخدم الوضعيات الآمنة أثناء النوم مثل رفعه بزاوية قليلة لمنع رجوع الحليب مرة أخرى نحو الرئة.
- التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي (Norovirus): يعد عدوى فيروسية نادرة لكن خطيرة تؤثر عادةً على عمر أقل من ستة أشهر وتنتشر عبر الاتصال المباشر بالأطفال المصابين أو البيئة الملوثة بجراثيم الفيروس. تشمل الأعراض القيء والإسهال والحرارة الشديدة وفقدان الشهية المفاجئ. اتصل بطبيبك فور ظهور تلك الأعراض للتأكيد التشخيص واتخاذ الإجراء المناسب.
- اضطراب الألم المرتبط بالإصابة بالجرثومة حلزونية H pylori: تُعد العدوى الناجمة عن جرثومة الحلزون إحدى الأسباب المتعلقة بأنظمة الغذاء المضيفة والعائلية لأمراض الجهاز الهضمي المختلفة بما فيها التهاب المعدة والألم الشديد والمستمر بالمعدة والمريء والذي يمكن أن يؤدي بدوره لاستفرار طفل رضيع دون سبب واضح آخر ظاهرياً! ينصح باستشارة طبية للتأكد ومعرفة مدى تأثير النظام الغذائي للعائلة إن وجدت علاقة بذلك.
- مشاكل خلقية وأخرى مرضية محتملة: أخيرًا وليس آخرًا، هناك احتمال ضئيل لإصابة رضع بشروط صحية محددة منذ ولادتهم وقد تشكل عوامل رائجة للاستفراغات المتكررة كالفتحات غير المغلقة للجهاز التنفسي-الهضمي وغيرها مما يستلزم مراجعة متخصصة ضرورية ومراقبة دائمة لتطور وحالات خاصة للطفل حسب نتائج الفحص السريري وفحوص الدم والأشعة وغيرها من التحريات ذات الصلة لمزيد التفاصيل حول حالة مولود جديد لديكِ وبالتالي تحديد طرق العلاج الأكثر ملائمة له وفقا لما توضحه الخبرة الطبية لعلاج كل مشكلة على حدا سواء كانت معدية أم مزمنة أم مكتسبة مؤقتة فقط...الخ
تذكرْ - بغض النظر عن السبب الدقيق خلف استفراغات ابنوك الصغيرة - أنه بمجرد زوال مصدر المشكلة سوف تزول هي نفسها كذلك بإذن الله تعالى وأن مراقبتك منتظمة للإرشادات الصحية جنباً إلى جنب مع تواصلك المنتظم مع مُعنيك الرئيسيين بهذا المجال سيجعل منها فترة مؤقتة وستكون خاتمتُها خالصة البركة والنفع لصغيرك المبارك بإذنه سبحانه وتعالى!