تساهم اللقاحات بشكل كبير في تعزيز النظم الصحية حول العالم عبر الوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة مثل الحمى الشوكية. هذه العدوى الفيروسية التي يمكن أن تتسبب في التهاب في الدماغ والحبل الشوكي، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ومهددة للحياة. بالتالي، يعتبر تطعيم الأطفال والعاملين الصحيين وغيرهم المعرضين للخطر استراتيجية فعالة لمنع انتشار هذا المرض.
في حين أن لقاح الحمى الشوكية ليس مطلوباً عالمياً، فإن منظمة الصحة العالمية توصي بإعطائه للأطفال الذين يعيشون في مناطق ذات خطر مرتفع للإصابة بالمرض. كما يتم إعطاؤه أيضاً للعاملين الطبيين والمجندين العسكريين والمعارضين الدوليين والسكان المقيمين بالقرب من المناطق الموبوءة.
يتكون لقاح الحمى الشوكية عادة من بروتين يسمى "الفيروس غير الحي"، وهو جزء من الفيروس الأصل ولكن بدون القدرة البيولوجية على جعل الشخص مريضاً. الجسم يستجيب بعد ذلك بتكوين الأجسام المضادة لحماية نفسه مستقبلاً عند التعرض للمسببات الحقيقية للمرض.
من الفوائد الرئيسية للتطعيم ضد الحمى الشوكية أنه يساعد في الحد من معدلات الإصابة بهذا المرض بنسبة كبيرة جداً بناءً على الدراسات العلمية المتاحة حالياً. بالإضافة لذلك، يساهم التطعيم الجماعي أيضًا في حماية المجتمع ككل من خلال ما يعرف بمناعة القطيع - وهي حالة تحدث عندما يصل معدل التحصين داخل مجموعة سكانية إلى مستوى عالٍ بما فيه الكفاية لدرجة أن انتقال العدوى بين الأفراد المحميين يصبح أقل احتمالية وبالتالي تقليل فرص ظهور تفشي المرض وانتشاره.
ومع ذلك، حتى وإن كان اللقاح آمن وفعال عموما، إلا أنه قد يحمل بعض الآثار الجانبية الخفيفة مثل الألم والتورم والإحمرار بالموقع الحقني. حالات نادرة قد تشمل رد فعل شديد تجاه مكونات اللقاح مما ينتج عنه أعراض أكثر شدة وتطلب تدخلاً طبياً سريعاً. لذا يجب دائماً مراقبة الحالة الصحية للشخص عقب تلقي التطعيم وعرض أي مخاوف طبية على القائم بالأعمال الطبية مباشرة.
بشكل عام، يعد التطعيم أحد الأدوات الأكثر أهمية والأقل تكلفة المتاحة لمواجهة تحديات الصحة العامة المرتبطة بالحمى الشوكية وغيرها من الأمراض المعدية الأخرى. إن زيادة نسبة تغطية السكان بلقاحات موثوق بها ستساعد بلا شك في تحقيق هدف الصحة المثلى والاستقرار المجتمعي العالمي.
