تعتبر دورة الطمث جزءًا حاسمًا ومألوفًا لدى النساء. ولكن قد يلاحظ بعضهن تقلبات غير متوقعة فيما يتعلق بمواعيدها. هذه التقلبات ليست بالضرورة مشكلة صحية خطيرة؛ إنها غالبًا ما تكون نتيجة لتنوع واسع من العوامل البيولوجية والعاطفية والبيئية. دعونا نستعرض بعض الأسباب الرئيسية لتغير مواعيد الدورة الشهرية.
أولاً، يمكن أن تلعب الاستجابة الفردية للجسم دوراً رئيسياً في تحديد طول ودقة الدورات الشهرية. كل جسم مختلف، وبالتالي فإن فترات الدورة التي تتراوح بين 21 إلى 35 يوماً تعتبر طبيعية. الاختلافات الصغيرة في توقيت بدء الفترة التالية هي أمر شائع ولا تدل دائماً على وجود حالة مرضية.
ثانياً، هناك عوامل بيولوجية مثل الوزن والتغييرات الهرمونية التي تؤثر بشكل كبير على تنظيم الدورة الشهرية. فقدان الوزن الكبير أو اكتساب الوزن بسرعة، وكذلك الحالات الصحية المرتبطة باضطراب الغدة الدرقية أو تكيس المبيضين، يمكن أن يعيقان توازن الهرمونات ويسبب تغيرات في موعد الدورة الشهرية.
بالإضافة لذلك، فإن الضغط النفسي والعاطفي له تأثير واضح على نظام الجسم الإنجابي الأنثوي. التوتر الشديد، سواء كان ذلك بسبب ضغوط العمل أو العلاقات الشخصية، يمكن أن يؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية أو انقطاعها تمامًا حتى تعود الظروف للعافية مرة أخرى.
وأخيراً، بعض الأمور الخارجية كالتغيرات الموسمية وحتى التعرّض لمستويات عالية من الضوء أثناء الليل (كما يحدث مع السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة) قد تساهم أيضًا في اختلال دورة الطمث. هذا لأن أجسامنا مرتبطة ارتباط وثيق بخسوف النهار والليل ونظام العالم الطبيعي الآخر.
بذلك، بينما قد يبدو تغيير موعد الدورة الشهرية مخيفا وأحيانا مثيرا للقلق، فهو عادة رد فعل طبيعي وجزء من الصحة العامة للمرأة. ومعرفة هذه المتغيرات وتقبلها يساعد المرأة في التعامل معها بكفاءة واستيعاب غرائز جسدها الخاصة بها.