مرض السكري من النوع الأول هو اضطراب مزمن يحدث عندما يقوم جهاز المناعة في جسم الإنسان بمهاجمة الخلايا المنتجة للإنسولين - المعروفة باسم خلايا بيتا - الموجودة داخل البنكرياس. يعد هذا الهجوم أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج كميات كافية من الإنسولين، مما يجعل الأشخاص الذين يعانون منه بحاجة دائمة لتلقي حقن الإنسولين طوال حياتهم. يشيع ظهور المرض عند الأطفال والشباب لكن يمكن تشخيصه أيضًا لدى البالغين.
وتتميز أعراض السكري من النوع الأول عادةً بتغيرات سريعة ومقلقة في حالة الفرد، وقد تتضمن زيادة العطش وكثرة التبول وجفاف الجلد وفقدان الوزن الزائد دون سبب واضح وصعوبة التركيز وضعف عام في الصحة العامة بالإضافة إلى تغييرات في المزاج تصاحب تلك الأعراض أحيانًا. وعلى الرغم من الدراسات العديدة التي استهدفت فهم الآليات الدقيقة وراء نشوء هذا المرض، إلا أنه لم يتم بعد تحديد السبب الواضح لكل حالة فردية، رغم الاعتقاد بأن عوامل جينية محددة قد تلعب دورًا مهما في الارتقاء بدرجة خطر الإصابة بهذا الداء.
في حين ليس هنالك علاج نهائي معروف حتى الآن، فإنه بات بإمكان الشخص المتأثر بالأنواع الأولى لهذا الداء التحكم فيه عبر رصد نسبة السكر بغرض ضبط جرعات الإنسولين والحفاظ مثالية للنظام الغذائي وأسلوب حياة صحية بانتظار ما سيؤول إليه بحث العلم الحديث بشأن طرق العلاج الأكثر فعالية طويلة المدى.