- صاحب المنشور: دانية بن غازي
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة كبيرة، أصبح تأثير هذه التقنية واضحة بشكل متزايد على مختلف جوانب الحياة اليومية. وفي العالم العربي تحديدًا، تعكس التحولات التي يجريها الذكاء الاصطناعي تحديات وفرص فريدة تتطلب فهماً شاملاً ومواجهة منهجية. تكمن الأهمية القصوى لهذه التغيرات في كونها غير مسبوقة وتؤثر مباشرة على بنية الاقتصاد والتواصل الاجتماعي والثقافة المحلية.
التأثيرات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي في الوطن العربي
يشهد القطاع الاقتصادي تحولاً هائلاً مع انتشار استخدام البرمجيات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي والتي تساهم بتعزيز الكفاءة والإنتاجية عبر العديد من المجالات الصناعية والخدمية. ففي قطاع الخدمات المالية مثلاً، تعمل الروبوتات الآلية "الروبوتات المصرفية" على تقديم خدمة العملاء وتحليل البيانات الاستثمارية مما يقلل الحاجة إلى القوة العاملة البشرية بينما يعزز الدقة والكفاءة. بالإضافة لذلك، يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي بكثرة ضمن المشاريع العقارية حيث يساعد نماذجه التعلم العميق مطوري العقارات والمستثمرين باختيار المواقع المناسبة وبناء توقعات دقيقة بناءً على بيانات السوق التاريخية.
وعلى الرغم من الفوائد الواضحة للذكاء الاصطناعي في توليد فرص العمل الجديدة وخلق اقتصاد أكثر كفاءة، إلا أنه ينبع أيضاً مخاوف بشأن فقدان الوظائف التقليدية خاصة تلك المرتبطة بمهام يمكن برمجتها وآليتها. ويمكن ملاحظة ذلك جليا عندما تقوم الشركات بأتمتة عمليات مثل الرصد الأمني أو مراكز الاتصال وغيرها الكثير. وقد أدى هذا بالفعل لزيادة البطالة بين بعض شرائح المجتمع العربية ذات التعليم المنخفض نسبياً مقارنة بشرائح أخرى لها خبرة أكبر بالقيم المعرفية المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة. ويتطلب الأمر سياسات حكومية واستراتيجيات تدريب عمالية فعّالة للمساعدة في إعادة تأهيل العمالة القديمة وإعداد المستقبل الجدد لسوق عمل ذكي اصطناعيا متحولي باستمرار.
الانعكاس الثقافي والأخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي
كما أثرت تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضا بقوة على البنية الثقافية والمبادئ الأخلاقية للعالم العربي بسبب طبيعتها المؤثرة وقدرتها الهائلة على الاحتفاظ بتجارب الإنسانية ونسخها وانتشارها عابرا الحدود بعيدا عن نطاق أي سيطرة بشرية مباشرة. إن قدرة روبوتات الدردشة المعتمدة على الخوارزميات وعملية التدريب ليس هناك ضمان يقيني بأن تكون نتائجها دائما محايدة ولا تميل نحو وجه نظر واحدة قد تشكل خطراً كامنا يؤدي لتكوين آراء ومعتقدات مضلله لدى مستخدميه الذين قد يتأثرون بهذه المعلومات الافتراضية بدرجة عالية نظراً لقرب مصدر المعلومة وعدم وجود رقابة انسان حقيقية عليها . وللتغلب علي مشكلة المحتوي المغلوط والعرض المتحيز ،يتعين تطوير قواعد أخلاق إعلاميه عالميه جديدة تؤكد علی أهمیة الصدقية والقيمة والمعنى الحقيقي لكل شكل محتوی یتعامل معه المستخدمین فی مجال التواصل الاجتماعي وكذا ضرورة تصنیع خوارزمیات تیحدد مدی قبول وفائدة كل نوع من أنواع الوسائط الإلكترونية المنتشرة الآن ممايزید الثقة العامة بمصادر المعرفة الخاصة بكل مجتمع ويحد من الاحتيال الغير مسؤول الذي يحدث نتيجة الاعتماد الوحشي بدون تحقيق توثيق للحقيقة والاستناد الي مراجع الجديرة بذلك اسم العلم والصواب !
التحديات العملية لإدخال تكنولوجيا الذكاء الإصتناعي :
بالرغم من انفتاح الدول العربیه علي تطویر الذکاء الإصطناعی وتمويلھا له ومنحه اولوية قصوى مقارنة بانواع اخرى من البحث والتکنولوجیا – الا انه مازالت هنالك عدة عقبات امام تطبيق شامل ومتكامل لمثل هذة النوعیه الخاصَّة من حلولا تحت مظلته حتى الآن وهناك حاجهة ملحه للتوسُـع أكثر فيما يلي :-
1 - غياب قاعدة معرفيه موحدة عربيا : ربما تعددت اللغات ولكن يكفل القانون الدولي حق الترجمة الحرّة لكل علم ومعرفه جديدة وهذا أمر جيد لكن للأس