• صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
  
  ملخص النقاش:
  في عالم اليوم الذي يشهد تغيّراً كبيراً في المناخ، أصبح استخدام الطاقة المستدامة والمتجددة ضرورة ملحة لتقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. هذه الدراسة تتناول تحليل تكلفة وفائدة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة في بلد نامٍ. سنركز هنا على المغرب باعتباره نموذجًا لهذه البلدان التي تسعى جاهدة لتحقيق الاستقلال الطاقي وخفض انبعاثاتها الغازية.

**التحديات الحالية**:

1. اعتماد كبير على الوقود الأحفوري: حاليًا، يعتمد المغرب بشكل رئيسي على النفط والغاز الطبيعي كمصدرين رئيسيين للطاقة. هذا الاعتماد الكبير قد يؤدي إلى تقلب الأسعار العالمية وضعف الأمن الطاقي. بالإضافة إلى ذلك، ينتج عنه انبعاثات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون مما يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.

1. موارد شمسية وكهرومائية هائلة وغير مستغلة: يتمتع المغرب بموقع استراتيجي يحصل فيه على الكثير من ضوء الشمس طوال العام كما أنه يقع بين نهرين كبيرين هما نهر ملوية والنهر الأبيض. وهذا يعني وجود موارد متاحة بكثرة لمصادره الطاقة الشمسيّة والكهرمائيّة والتي يمكن تطويرهما واستثمارهما بطرق فعالة وصديقة للبيئة.

1. تحديات البنية التحتية: هناك تحديات تواجه توسيع شبكة الكهرباء وتحديثها خاصة فيما يتعلق بنقل الطاقة المنتجة عبر مسافات طويلة وبأسعار معقولة.

**الفوائد المحتملة للتحول نحو الطاقة المتجددة:**

4.تقليص الإنفاق الخارجي: سيؤدي زيادة إنتاج محلي من خلال مشاريع الطاقة المتجددة إلى خفض فاتورة استيراد المحروقات الخارجية بنسبة كبيرة وقد يصل حتى إلغائها تماماً بعد سنوات قليلة بإذن الله تعالى .

5.خفض انبعاثات غازات الدفيئة: تعتبر مشاريع توليد الكهرباء باستخدام الرياح والشمس أكثر صداقة بيئياً مقارنة بتلك المبنية حول حرق الفحم أو الوقود الأحفوري التقليدياً؛ فهي تنتج قليل او لا تنتج أي ذرات كربون أثناء عملية التشغيل وبالتالي ستكون لها آثار ايجابية واضحة علي مكافحة تغيرالمناخ العالمي.

6.فرص عمل جديدة ومبتكرة: إن تطوير قطاع جديد كهذا سيولد فرصعمل جديدةفي مجالات التصنيع والصيانة والتوزيع والتسويق وغيرها الكثير، وبذلك يعزز الاقتصاد الوطني ويقلل البطالة أيضاً.

7. جذب الاستثمارات الدولية: إن نجاح البلاد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من طاقتها وتحويل نفسها إلي مركز اقليميا للمشاريع المشتركة سيجعله وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر وهو أمرضروري لبناء اقتصاد حديث ومتنوع ومتعدد القطاعات . وفي الختام ، فإن هذان الجانبان الفرعيان -تكلفة واستقرار سعر السلعة – لهما أهمية قصوى عند اتخاذ القرار النهائي بشأن اختيار موردالطاقة الأنسب لكل منطقة وزمان ومكان مختلف حسب الظروف الخاصة بها . ويتطلب الأمر دراسات مفصلة للتكلفتين الأولية والمستقبلية للمشروع بالإضافة الي مدى تأثير العوامل الأخرى مثل توفر المواد الخام واسعار العمالة وثبات السياسات الحكومية عليها فيما لو تم تبني سياسات دعم مناسبة لهذا النوع الجديد من الانتاج الصناعي .