في الحديث الذي تطور حول دور الابتكار في مجتمعنا الحديث، أبرز الخبير نور براهيم ضرورة التوقيع على اتفاقية تلبي المسؤوليات والأخلاقيات المصاحبة لنشر التكنولوجيا الجديدة. مع أهمية الابتكار في دفع المجتمع نحو تطور مستمر، إلا أن هذا لا يجب أن يقود بشكل عشوائي نحو التحديات المرافقة.
هدف الابتكار هو استخدام التكنولوجيا كوسيلة لتعزيز الخير والمعرفة بين أفراد المجتمع. لكن، كما يشير نور، فإن هذا الهدف يصبح مضللاً إذا تأثر بانتقادات غير عادلة أو أساليب غير أخلاقية. من خلال وجود سياسة نشطة للابتكار الأخلاقي، يمكن تحديد ما هي التكنولوجيات المفيدة وتلك التي قد تؤدي إلى آثار سلبية.
الابتكار كأداة للخير
عُرّف الابتكار على أنه عمل يقوم به بشري من خلال استخدام التكنولوجيا في سبيل تحسين ظروف حياته، وذلك باستثناء الأغراض الإيجابية المتقدمة. لكن، يطرح نور سؤالًا مهما عن كيفية تعامل المجتمع مع التكنولوجيات التي قد تُستخدم ضده. إذا أصبح الابتكار مسألة ربح فقط دون اعتبار للآثار الأخلاقية والاجتماعية، سيتحول إلى تهديد.
ضرورة التفكير في الآثار
يشدد نور على أن كل موظف يُطلب منه أن يكون لديه وعي بالتأثيرات المحتملة للابتكار الذي يقوم به. هنا، تبرز أهمية التفرد في كل جانب من جوانب تطوير التكنولوجيا، حيث يشمل ذلك عدة مراحل مثل الأبحاث والتصميم والإنتاج. لذلك، يجب أن تضع كل فرقة أخلاقاتها الداخلية التي ستوجه هذه المراحل بطريقة تأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية المحتملة.
التشريعات والإصلاحات السياسية
وفقًا لمجد روك، فإن التغير في نظام التشريع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار المسافة الزمنية بين اختراع تكنولوجي وانتشاره، لتحقيق حلول شاملة للتحديات التي يفرضها هذا الابتكار. وبالمثل، فإن عدم ملاحظة الحاجة إلى الحصول على تفويض قانوني قبل تطبيق أي ابتكار يعتبر خطأً كبيرًا.
الابتكار الاجتماعي
رغبة في حصول المشروع على موافقة طبقات المجتمع المختلفة هو ركن أساسي لأي نوع من الابتكار، وذلك لضمان تحقيق التغييرات الاجتماعية بطريقة مستدامة. كما يشير المبادر النهائي، فيصل فرج التونسي، إلى أن الابتكار الاجتماعي يفحص دور الأفراد والتفاعل بينهم لتحقيق التغييرات المطلوبة.
إدارة المخاطر
الابتكار هو عملية معرضة للمخاطر، وهنا يظهر دور الفكر الأولي. كما أشار نور براهيم، فإن المبادئ الأساسية التي تحدد موقع وتأثير كل ابتكار يجب أن تُفحص بعناية. هذا يساعد في تخطيط طرق لمشاركة المخاطر والوقاية من الآثار السلبية.
إلى جانب كافة هذه النقاط، يبرز مشروع "حديقة تل أبيب" للابتكارات التعليمية كأمثلة عملية على كيفية دمج مصالح المجتمع والمواطنين في الشراكات، مع ضمان اتخاذ قرارات منسقة تأخذ بعين الاعتبار جميع الأطراف.
في ختام الحديث، توجد رؤية مشتركة حول أهمية التفكير في الأخلاق والمسؤولية عند مواجهة ابتكارات جديدة. هذا يعزز من فرص تحقيق التطور المستدام دون نزع آثاره السلبية.
المصدر: مكة الأخبار