- صاحب المنشور: بلقاسم الزياني
ملخص النقاش:
تعمل العملية التربوية كنظام حيوي ينعكس تأثيرها على المجتمعات بصورة مباشرة. فالتعلم ليس مجرد امتلاك معلومات بل هو عملية متعددة الأبعاد تتضمن تطوير المهارات الشخصية، تشكيل القيم الأخلاقية، وتوفير المعرفة اللازمة للتكيف مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة. وبالتالي فإن دور التعليم يعد محوريًا لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة والذي يشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وثقافية مختلفة.
التحديات التي تواجه تعليم مستدام
- الوصول العادل: واحدة من أكبر العقبات هي عدم المساواة في الوصول إلى التعليم الجيد. الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر أو في المناطق النائية غالبًا ما يفتقرون إلى الموارد الأساسية مثل المدارس ذات الجودة المرتفعة والمعلمين المدربين جيداً والكتب الدراسية. هذا يؤدي إلى خلق فجوة معرفية بين الطبقات المختلفة داخل المجتمع الواحد ويقلل فرص تحقيق التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي.
- التدريب المستمر للمدرسين: وجود معلمون مؤهلون ومحفزين أمر بالغ الأهمية لتقديم تعليم فعال. لكن الكثير منهم قد لا يتم تدريبه بشكل كافٍ حول طرق التدريس الجديدة وأحدث الطرق العلمية لنقل المعلومة. بالإضافة لذلك، مستوى الرواتب المنخفض وعدم توفر الاحترام الكافي لمهنتهم يمكن أن يدفع العديد من المدرسين لإيجاد وظائف أخرى مما يزيد من نقص المدرسين المؤهلين.
- تكلفة التعليم: تكلفة الرسوم الدراسية والنفقات الأخرى المرتبطة بها تجعل التعليم خارج نطاق القدرة المالية لكثير من العائلات الفقيرة. حتى عندما يتوفر التعليم مجانًا، قد تكون هناك مصاريف مخفية مثل شراء الأدوات المدرسية وغيرها مما يحرم بعض الطلاب من الاستمرار بالحصول على مزيد من التعليم بعد مرحلة مبكرة جدًا.
- التغير المناخي والعوامل البيئية: آثار تغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف والحرائق تؤثر بشدة على البنية التحتية للتعليم خاصة في البلدان الأقل نموًا والتي عادة تعتمد عليها بكثافة نتيجة محدوديتها مقارنة بتلك الموجودة في الدول الغربية الصناعية الأكبر حجمًا. كما يتسبب انبعاث ثاني أكسيد الكربون بسبب وسائل نقل الطلاب وكذا المباني القديمة غير الموفرة للحرارة والقائمة على الوقود الأحفوري في زيادة الاحتباس الحراري الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في كيفية تصميم هذه المؤسسات واستخدام الطاقة لديها بطريقة أكثر صداقة للبيئة وضمان سلامتها أيضًا أثناء حدوث كارثة طبيعية محتملة وذلك لحماية خطط التعلم والاستثمار الكبير فيه ضد المخاطر المحتملة وفقدانه إذا انهارت تلك الهياكل الحيوية بنفس مرة .
الفرص لتعزيز نظام تربوي مستدام
- الابتكار الرقمي: تقدم التقنيات الحديثة فرصة هائلة لتحويل النظام التعليمي الحالي نحو نهج قابل للاستمرار بيئياً وأكثر فعالية اقتصادياً أيضاً .استخدم الإنترنت كمصدر للدراسة عبر الانترنت وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي والتطبيقات المحوسبة لإعادة بناء طريقة التواصل بين المعلم والمتعلم ويمكن استخدامه أيضا لمساعدة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم بممارسة مهنة علمية مناسبة لهم ومن ثم المواظبة عليها لاحقا ببناء حياتهم المهنية وفق الدمج الإيجابي ضمن مجتمعات عمل متنوعة - وهذا كله جزء مهم للغاية لبناء مجتمع شامل وشامل حقا حيث تتمثل أهم الخصائص الرئيسية للسلوك الإنساني الطبيعى فى قدرته على التأقلم سواء كانت ظروف حياة فرديه أم احداث عالمية جديدة تحدث بحسب رؤيتكم للعصر الحديث وما ستكون عليه حالة العالم خلال السنوات التالية -.
- الشراكات العامة/الخاصة: إن الجمع بين القطاع العام والقطاع الخاص قادرٌ على دعم مساعي التنفيذ لفكر واقعي يفيد الجميع بالتأكد لمنظمات الأعمال والدوائر الحكومية تقديم حلول مبتكرة مقابل هدف مشترك وهو تأمين الحصول على نصيب عادل ومتساوي لكل طفل بغض النظر عن الظروف الاجتماعية والثروات لأسرته الأصلية إذ تضمن مشاركة هؤلاء جميعا بأن