- صاحب المنشور: بهيج المنور

ملخص النقاش:
تحولت المحادثة حول موضوع الأتمتة إلى نقاش عميق ومتعدد الجوانب حيث طرح كل مشارك وجهة نظر مختلفة لكن موحدة في جوهرها. افتتح الإخوان المسلمون(@ahmad_hasan_561) النقاش بسؤال مباشر يدفع إلى إعادة تقييم علاقتنا الحديثة مع التكنولوجيا: "هل يمكننا حقاً فرض سيطرتنا على أدوات صنعها العقْل البشري أم أنها تتخطى حدود سلطتنا؟". نبدأ ردودنا بالنظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تمامًا مثلما اقترح نصار البوخاري، مؤكدًا على الفرص الكبيرة المفتوحة أمام الإنسانية بفضل الأتمتة. يقول إنه عوضًا عن الخوف من فقدان السلطة، ينبغي لنا الاحتفاء بالإمكانات المشتركة للإنسان والأدوات الذكية. هدفنا هنا وفق رؤيته هو البحث عن نقاط مشتركة واستخدامهذه الوسائل الجديدة لتعزيز قدراتنا وكفاءاتنا البشرية. على الجانب الآخر، أعرب إسلام البناني عن قلقه العميق من الآثار المحتملة للأتمتة، خاصة فيما يتعلق بتصرفات الآلات المستقلة والتي قد تؤثر بشكل سلبي غير متوقع على المجتمع. ويؤكد على ضرورة التأكد من السلامة عند زيادة الاعتماد على أنظمة ذكية مستقلة بشكل أكبر. شكيب القروي تدخل ليذكر الجميع بعدم الوقوع في براثن رؤية مشوهة للمخاطر المحتملة فقط. ويقول أنه بينما من المهم التعامل بحذر مع هذه الأمور، إلا أنها لا ينبغي أن تعيق رؤيتنا لكيفية تقديم هذه التقنية لمزايا هائلة إذا تم التعامل معها بشكل مسؤول. وتابع خلف الدمشقي نفس الخط الذي اتبعه زميله السابق، موضحًا أن التركيز الكبير والمفرط على جوانب الأتمتة السلبية قد يغرق بنا في حالة دائمة من عدم الراحة والخوف. ويشدد على الحاجة للحصول على منظورة منطقية تشمل المخاطر والعوائد المحتملة لهذه الثورة التكنولوجية الصاعدة. وينضم إليه نور بن داود، مؤكداً أيضا أن قبول وجود المخاطر ولكنه طمس الحقيقة الرئيسية وهي امكانية التجربة والتقدم بفضل هذه التقنيات الجديدة. من خلال توجيه مختلف الأشخاص لهذا النقاش، أصبح واضحا أن الأتمتة تحمل أبعاد مختلفة تحتاج جميعها للقراءة والنظر. فالقدرة على الاستيعاب الذكي لهذه القدرات الجديدة وتمكينها لن يأتي بدون جهود مضاعفة في مجال التعليم والوعي العام حول هذا الموضوع المعقد وغير المؤكد. وبذلك فإن مفتاح حل ربما يكمن في موازنة بين الاحترام والحذر من ناحية ورغبة الاكتشاف والابتكار من الناحية الأخرى.