الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن سجود التلاوة هو سجود مشروع في الإسلام، وهو سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، ووجوبي عند الحنفية. وقد اختلف العلماء في حكمه، فذهب الجمهور إلى أنه سنة، وذهب الأحناف إلى الوجوب.
أما صفة سجود التلاوة، فإنه إذا مر القارئ بآية فيها سجدة، كبر ثم سجد، وقال في سجوده كما في الترمذي: "سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته"، وزاد الحاكم: "فتبارك الله أحسن الخالقين". ثم كبر لرفعه من السجود. ولا يشترط تسليم على الصحيح، كما يجوز للقارئ أن يسجد في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها عند المحققين من أهل العلم.
ومن الأدعية المأثورة في سجود التلاوة: "اللهم اكتب لي بها عندك أجراً، واجعلها لي عندك ذخراً، وضع عني بها وزراً، واقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام". وقد أجاز بعض العلماء أن يقول سبحان ربي الأعلى، أو يفعل مثلما يفعل في سائر السجود.
ومن العلماء من فصل بين من كان في الصلاة فاستحب له التسبيح بالإضافة إلى الدعاء المعروف، وبين من كان خارج الصلاة فاستحب له الاقتصار على الدعاء دون التسبيح.
وفي الختام، فإن أفضل الأدعية ما كان بالمأثور، ومنه الدعاء المذكور، فهو وإن كان من الأدعية المشروعة في سجود التلاوة، فإنه لا مانع من الدعاء به في كل سجود غيره.