عندما واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديات كبيرة في مكة المكرمة، قرر أن يبحث عن دعم من قبيلة ثقيف في الطائف. ولكن بدلاً من الدعم، واجه النبي صلى الله عليه وسلم الرفض والهوان من قبل أهل الطائف. في هذه اللحظة الصعبة، رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء ودعا بدعاء عميق ومؤثر.
روى ابن سعد في الطبقات عن الواقدي، وابن هشام في تهذيب السيرة عن ابن إسحاق، والطبراني من طريق ابن إسحاق، قصة هذا الدعاء. رغم ضعف سند هذه الروايات، إلا أن مضمونها لا يثير أي إشكال. ففي هذا الدعاء، يعبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ضعفه وقلة حيلته وهوانه على الناس. لكن هذا لا ينقص من قدره، بل يعكس قوة إيمانه وثقته في الله سبحانه وتعالى.
في هذا الدعاء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أشكوك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس... فإن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي". هذا الدعاء هو استغاثة إلى الله مستحبة، حيث يطلب النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة والمساعدة من الله. كما أنه يعكس إيمانه العميق بأن الله هو الوحيد القادر على نصرته وحمايته.
هذا الدعاء جاء بعد فترة من التحديات والصعوبات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة. لكن بدلاً من اليأس أو الاستسلام، اختار النبي صلى الله عليه وسلم اللجوء إلى الله والدعاء إليه. وهذا يعلمنا درسًا قيمًا في الثقة بالله والاعتماد عليه في كل الظروف.
بعد هذا الدعاء، فتح الله على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الدعوة من حيث لا يحتسب. فكانت بيعة العقبة الأولى ثم الثانية، مما مهد الطريق لانتشار الإسلام وتوسعه.
في النهاية، دعاء الرسول في الطائف هو شهادة على قوة إيمانه وثقته بالله سبحانه وتعالى. إنه دعاء عميق ومؤثر يعلمنا درسًا قيمًا في الاعتماد على الله في كل الظروف.