الحمد لله الذي فضّلنا بالإسلام، وجعل الصيام من أعظم العبادات. إن دعاء الصائم له مكانة خاصة في الإسلام، حيث وردت أحاديث نبوية تؤكد على استجابة دعاء الصائم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر" (رواه الترمذي).
يُستحب للصائم أن يدعو في جميع أوقات صيامه، سواء كان صيام فرض أو نفل. كما يستحب له الدعاء عند الإفطار، حيث ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة" (رواه ابن ماجه).
وقد نص الفقهاء على استحباب الدعاء عند الإفطار، حيث يُستحب للصائم أن يقول عند إفطاره: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت"، كما ورد في حديث أبي داود بإسناد حسن.
ومن الأدعية المستحبة للصائم ما ورد في القرآن الكريم: "سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا" (سورة ق، الآية 39-40). كما يُستحب للصائم أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة وما يباح من أمور الدنيا، مع مراعاة عدم الرياء.
وفي الحديث الشريف: "إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم"، مما يدل على أهمية إظهار حال الصيام عند الدعوة إلى الطعام. ويُستحب للصائم أن يدعو لصاحب الدعوة إذا أكل أو لم يأكل.
وفي الختام، فإن دعاء الصائم له مكانة خاصة في الإسلام، ويُستحب له الدعاء في جميع أوقات صيامه وعند الإفطار، مع مراعاة عدم الرياء والالتزام بالأدعية المستحبة.