كان الروم، المعروفين أيضًا باسم البيزنطيين لاحقًا، واحدة من أهم الإمبراطوريات التي أثرت بشكل كبير على التاريخ العالمي لعدة قرون. بدأت هذه الإمبراطورية كجزء من الامبراطورية الرومانية الغربية، ولكنها تطورت لتكون قوة مستقلة تحت حكم القسطنطينية، عاصمة الإمبراطورية الشرقية. يقدم هذا المقال نظرة شاملة على نشأة الروم وتاريخهم وثقافتهم وتأثيرهم الدائم.

نشأت الإمبراطورية الرومية بعد انقسام روما إلى قسمين شرقي وغربي عام 395 ميلادي. اعتمد الجزء الشرقي، المعروف الآن بالإمبراطورية البيزنطية، اليونانية كلغة رسمية وأعاد بناء نفسه حول مدينة القسطنطينية الجديدة (الإسكندرية سابقاً). خلال القرن الخامس والسادس الميلادي، شهدت الإمبراطورية الرومية نمواً اقتصادياً وسياسياً كبيراً بفضل موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا ومحيطي البحر الأبيض المتوسط والإبحر الأسود.

ازدهرت الثقافة اليونانية القديمة جنباً إلى جنب مع الكنيسة المسيحية الشرقية (الأرثوذكسية) في ظل حكم الآباطرة مثل جستنيان الأول (527-565 م), والذي يُعتبر واحداً من أكثر الحكام تأثيراً في التاريخ الأوروبي بسبب قانوناته وإصلاحاته القانونيه والدينية والقومية. طوال وجودها, كانت للإمبراطوريتين الغربيه والشرقيه تراث ثقافي مشترك يعود للجذور المشتركة للرومان القدماء. لكن بحلول القرن الرابع عشر, انهارت معظم أراضي الإمبراطورية بسبب غزوات الترك العثمانيين مما أدى نهاية المطاف لانحلال الدولة البيزنطيه وانتشار التأثرالديانة الإسلاميه والعادات التركيَّة والأوروبَّة الجارية حتى اليوم . ومع ذلك ، رغم زوالها الفيزيائي , ساهم إسهامات الرُّومي بمختلف جوانب الحياة الإنسانيّه ومازال يشهد تأثير واضحٌ عليهـا حتَّى يومنا هــذا!