الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد، فإن الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة كثيرة، وهي من أعظم القربات إلى الله تعالى. فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد" (رواه مسلم).
ومن الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة:
- استغفار ثلاث مرات: روى مسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد السلام من الصلاة: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام".
- أذكار عبد الله بن الزبير: روى مسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أنه كان يقول بعد السلام من الصلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون".
- أذكار سعد بن أبي وقاص: روى البخاري والترمذي عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه كان يعلم بنيه هذه الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة: "اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ،وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا".
- أذكار التسبيح والدعاء: روى الترمذي وابن ماجه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا، ويكبر عشرا، ويحمد عشرا، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان".
ومن الأذكار الأخرى التي يمكن قولها بعد الصلاة: قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين، والتسبيح والدعاء كما ورد في الأحاديث السابقة.
وفي الختام، نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يرزقنا العمل بما علمنا.