يعد القيام في ليالي الشهر الكريم إحدى العبادات التي حث عليها الإسلام بشدة، لما لها من مكانة خاصة لدى المسلمين. القيام، وهو الصلاة في الثلث الأخير من الليل بين المغرب والفجر، يحمل العديد من الفضائل حسب الشريعة الإسلامية. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "إن الله يرحم عباده الرحماء الذين يرحمون ويتراحمون ويصلون، وإن الله تعالى يقول أنا عند المنّى لأجيبه إذا دعاني". هذا الحديث يعكس أهمية الدعاء في هذه الأوقات المباركة.
في سورة القدر، يؤكد القرآن على بركات تلك الليالي قائلاً: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ"، مما يشير إلى أنها ليلة مباركة جداً. بالإضافة إلى ذلك، هناك حديث نبوي يقول إن "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه." وهذا يدعو المؤمنين للحرص على أدائها بكل خشوع وإخلاص.
ولتقريب فهم معنى الاحتساب، يمكن النظر إليه كنية صادقة لله وتقدير للأعمال الصالحة التي يتم القيام بها بتعب ومثابرة خلال فترة الصوم الطويلة. كما أنه تشجيع للمؤمنين للاستعداد للنفس والجسد لتحقيق أعلى مستويات التقرب الروحي.
خلال القيام، يتيح الوقت الواسع فرصة كبيرة للتضرع والتوبة والاستغفار والدعاء. فالليل وقت هادئ وساكن، يسمح للقلب بالانغماس بشكل عميق أكثر في التفكير في الذات والخالق. هذا الانفراد بالقلب بالعقيدة والإيمان يعزز الرابطة بين الخادم وخالقه بطرق فريدة وغير مسبوقة أثناء النهار.
بالنظر إلى آيات قرآنية مثل قوله سبحانه وتعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب"، تبدو الرؤية واضحة بأن الذكر هو الوسيلة الرئيسية لتطهير النفس وتحقيق الاستقرار الداخلي. وبالتالي فإن القيام يلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق هدوء القلب وطمأنينة النفس.
وفي النهاية، يجب التأكيد على أن الفضل الحقيقي لقوة النوم يقترن ارتباط وثيق بجودته وليس فقط بعدده. لذلك، عند مواجهة تحديات البقاء مستيقظًا حتى آخر الليل، يستحسن تجنب البطولات الزائدة واستبداله بالأفعال العملية مثل المحافظة على نظام غذائي منتظم ومنهجي، وكذلك اختيار الأنشطة الجسدية المناسبة والتي تساعد الجسم والعقل للحفاظ على نشاطهما وحركتهما الطبيعية طوال اليوم.