كيف عذب الله قوم لوط؟ رحمة أم تحذير للأجيال المتعاقبة؟

حثّ نبينا الكريم لوطٌ قومه على ترك المنكرات والشركيات والإقرار بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى، غير أنَّهم أصروا واستكبروا وظلُّوا متمسكين بفاحش أعمالهم

حثّ نبينا الكريم لوطٌ قومه على ترك المنكرات والشركيات والإقرار بوحدانية الخالق سبحانه وتعالى، غير أنَّهم أصروا واستكبروا وظلُّوا متمسكين بفاحش أعمالهم، والتي اشتملت على العديد من الرذائل كالاستمناء والمثلية الجنسية وإتيان الرجال بشهوة، بالإضافة لإجرامهم ضد المارة والمقيمين بتقطيع طرقهم وقتلهم بسلب ممتلكاتهم وممارسة أفعالٍ شاذّة أخرى. ومع ازدياد سفاهتهم وانعدام إيمانهم، قرر رب العالمين ابتلاع ذنبهم وجهدهم تمامًا، فقد أمر رسوله بالمكوث والصبر حتى ينزل غضب الحق جل وعلى.

وفاجأت سماوات البركات تلك القلوب القاسية حين بدأت الأحجار السجيل تسقط كالغيث ولكن بدون الرحمة، فتغير موقع مدينتهم رأساً على عقب -حيث تم اقتلاع أساساتها وتحويل أعلى بناء لديها لتكون أسفل الآخر- مما جعل مصائر أهل الزنى تهبط تحت وطأة شر آفات الطبيعة. كما أدى الأمر لاستنشاق رياح شديدة تحمل طاقة هائلة، فتسببت بزلازل رهيبة ودمار شامل لبقية مقدسات القرية الواقعة بين فلسطين والأردن حاليًا والمعروفة اليوم باسم "البحر الميت". وهكذا انتهى عصر الظلم والفوضى المحرمة وسط بحر مياه مالحة تغطي مساحة واسعة وتؤكد لنا قدرة الرب القدير وعظمته. إنها قصة تحكي كيف أنه رغم اختلاف التفاصيل إلا أنها تشابه بشكل كبير الحوادث الجيولوجية والتاريخية المؤلمة المرتبطة بنفس المكان منذ القدم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات