صلاة الوتر هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أهم السنن الرواتب التي يتعبد بها المسلمون. وردت أحاديث كثيرة في فضلها وأحكامها، منها ما رواه أبو أيوب الأنصاري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل" (أبو داود ج ٢/ كتاب الصلاة باب ٣٣٨/١٤٢٢).
أقل الوتر ركعة واحدة، وأكثره إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، يصليها مثنى مثنى، ويوتر بواحدة. أخرجه مسلم والنسائي (١). أدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين، أو بسلام واحد، وتشهَّد واحد في آخرها، ويسن أن يقرأ في الأولى بـ ((الأعلى)) وفي الثانية بـ ((الكافرون)) وفي الثالثة بـ ((الإخلاص)).
وقت صلاة الوتر يدخل بفراغ المسلم من فريضة العشاء، ولو جمعت جمع تقديم مع المغرب (لكن إن أقام بأن وصلت به السفينة أو أي مركوب إلى وطنه بعد فعل العشاء وقبل فعل الوتر، امتنع عليه فعل الوتر حتى يدخل وقت العشاء) ولو قدمها على فريضة العشاء لم يجز. وينتهي بطلوع الفجر الصادق. أفضل وقتها آخر الليل، لما روى عبد الله بن عمر ﵄ عن النبي ﷺ قال: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً" (البخاري ج ١/ كتاب الوتر باب ٤/٩٥٣).
كيفيتها: يجوز لمن أوتر بما زاد على ركعة أن يؤدي الصلاة على إحدى صور ثلاث، أفضلها الفصل، بأن يفرد الركعة الأخيرة بعد ركعتين أو أكثر، لما روى ابن عمر ﵄ قال: "كان رسول الله ﷺ يفصل بين الوتر والشفع بتسليمة ويسمعناها" (مسند الإمام أحمد ج ٢/ ص ٧٦). ويليها في الفضل الوصل بتشهد واحد في الأخيرة، وأدناها في الفضيلة الوصل بتشهدين فتكون كالمغرب.
من أوتر أول الليل، ثم قام آخره، صلى شفعاً بدون وتر؛ لقوله ﷺ: "لا وتران في ليلة". أخرجه أبو داود والترمذي (٤). ومن أوتر بتسع تشهد مرتين: مرة بعد الثامنة ولا يسلم، ثم يقوم للتاسعة ويتشهد ويسلم. ولكن الأفضل أن يوتر بواحدة مستقلة، ثم يقول بعد السلام: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات، ويمد صوته في الثالثة.
في الختام، صلاة الوتر هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لها فضل عظيم وأحكام دقيقة يجب على المسلم معرفتها واتباعها.