تُعتبر الخطبة مرحلة مهمة ورئيسية ضمن الإطار الشرعي للزواج في الإسلام. إنها فترة مخصصة لتحديد نوايا الطرفين وتقييم مدى توافقهما قبل الالتزام النهائي بالزواج. وفقاً للشريعة الإسلامية، تُعدّ الخطبة وسيلة شرعية تسمح للطرفين بتكوين علاقة رسمية موقتة تحت إشراف الأهل والمجتمع المحلي. هذه الفترة تتيح الفرصة لمعرفة بعضهما البعض بشكل أفضل بناءً على القيم والأخلاق التي يعتمد عليها الدين الإسلامي الحنيف.
في المجتمعات المسلمة التقليدية، غالبًا ما يتم تنظيم خطوات الخطبة بدقة واحترام كبيرين. عادة يبدأ الأمر عندما يعبر ولي أمر الفتاة عن اهتمامه بإحدى بناته لغرض الزواج. ثم يقوم زائر بيتها برفقة أحد أفراد الأسرة لإجراء محادثات أولية حول النوايا والرغبات المشتركة. إذا كان هناك اتفاق متبادل، قد تتم دعوة والد الفتاة لمناقشة الشروط المالية والقانونية المتعلقة بالعقد المرتقب.
بعد قبول كل طرف الآخر وبناء التفاهم الكامل، يمكن حينئذٍ عقد عقد الزواج الرسمي أمام شهود ومحضر قضائي حسب القانون الوضعي والشرعي لكل بلد مسلم. لكن حتى ذلك الحدث الكبير، يبقى دور الخطبة حاسماً لأنه يخلق أرضية مشتركة مبنية على الثقة والفهم المتبادلين، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والسعادة المستقبلية للحياة الزوجية الجديدة. لذلك فإن فهم طبيعة ودور الخطبة كإطار قانوني وأخلاقي يعد ضرورة لفهم عميق لأحد أهم المؤسسات الاجتماعية والعائلية في الثقافة الإسلامية.