الوفاء بالعهد يعتبر مبدأً راسخاً وأخلاقاً نبيلة حثّت عليها جميع الأديان السماوية، وفي مقدمتها الإسلام. هذا المبدأ ليس مجرد تعهد بالامتثال للالتزامات المتفق عليها فقط، ولكنه أيضًا دليل على الثقة والإخلاص والكرامة الشخصية. في الثقافة الإسلامية، يعد الوفاء بالعهد جزءاً أساسياً من القيم الأخلاقية التي يُشدد عليها بشكل متكرر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
في سورة الإسراء، الآية 34 تقول "وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا"، مما يؤكد أهمية الوفاء بالعهد ويعلن أنه مسؤوليه أمام الله سبحانه وتعالى. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن وسقاهن من جيبه لم يبلغن يوم القيامة إلا جعلن له ستراً من النار». هذه الرواية تُظهر كيف يمكن أن يكافأ الشخص النبيل الذي يحترم عهده حتى مع أفراد العائلة الأكثر هشاشة وضعفا.
الوفاء بالعهد ليس مجرد قضية دينية، بل هو أيضا ركيزة أساسية للحياة الاجتماعية الناجحة. عندما يعقد الناس العقود والشراكات المختلفة، فإن الوفاء بها يضمن الثقة والاستقرار بين الجهات المعنية. وهذا يساعد على بناء مجتمع أكثر عدلا وتعاونا حيث يكون لكل شخص الحق في الاعتماد على الآخرين.
في النهاية، الوفاء بالعهد ليس مجرد فعل بسيط بل هو رمز للإنسانية الحقيقية والتزام أخلاقي تجاه النفس والمجتمع والعالم ككل. إنه دعوة للتقدم نحو عالم أفضل مليء بالأمان والثقة والأمان الاجتماعي.