تعدّ "سورة الملك" إحدى سور القرآن الكريم التي تتميز بمكانة عالية ومحتوى غني بالمعاني الدينية والفلسفية العميقة. وتقع هذه السورة المكّية ضمن الجزء الثلاثين من المصحف الشريف، وعدد آياتها ثلاثون وآية واحدة. ويُطلق عليها أيضًا اسم "سورة المانعة"، وذلك بسبب فضلها الكبير والحماية التي توفرها للمؤمن عند قراءتها قبل النوم حسب الحديث النبوي الشريف.
بدأت سورة الملك بتأكيد الوحدانية الإلهية والتذكير بيوم القيامة، مما يوفر أساساً روحياً عميقاً لكل ما يلي. ثم تتناول عدة مواضيع رئيسية مثل خلق الإنسان وعجائب خلقه، وحقيقة الحياة الدنيا وفنائها مقارنة بحياة البعث والخلود في الآخرة. كما تشير إلى عظمة قدر الله ووحدانيته، واستعداده للرحمة والمغفرة لمن تاب وأناب إليه.
وتتميز "سورة الملك" بنمطها الفريد في التأكيد على حكمة الله وسلطانه، بالإضافة إلى تصوير الجنة والنار بصورة واضحة وجلية. هذا الجانب التعليمي والسرد القصصي يعزز فهم القارئ لقيمة العمل الصالح واتقاء الشرور اليومية.
وفي الختام، تؤكد سورة الملك مجدداً على أهمية الثبات والاستمرارية في عبادة الله وطاعته، وتقدم وعداً للمؤمنين بأن يكونوا تحت رعاية الله وحمايته ضد كل شر وضلال. إنها دعوة مباشرة للتأمل والاستعداد ليوم الحساب، وهي رسالة إلهية تحمل معنى خالداً عبر القرون.