تُعدّ سورة الفرقان واحدة من السور المكية، والتي لم يرد فيها سبب نزول محدد لجميع آياتها. ومع ذلك، فقد ذكر الواحدي في كتابه "أسباب النزول" أن سبب نزول بعض الآيات قد يكون مرتبطًا بحادثة معينة. وفقًا لابن عباس، عندما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة، قائلين: "ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق"، حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل جبريل عليه السلام من عند ربه معزيًا له، قائلاً: "ربك يقرئك السلام، ويقول لك: وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق".
اسم سورة الفرقان مشتق من كلمة "الفرقان"، والتي تعني القرآن الكريم. وقد سميت بهذا الاسم لأنها تفصل بين الحق والباطل، وتفرق بين الهدى والضلال. كما أنها تحتوي على العديد من الآيات التي تتحدث عن التوحيد الخالص لله، والنبوة، وأحوال القيامة، وغيرها من المواضيع المهمة.
في سورة الفرقان، يؤكد الله تعالى على وحدانيته وكماله، ويذكر أن كل شيء خلقه قدره تقديرًا. كما ينفي وجود شريك له في الملك، ويذكر أن كل شيء مخلوق له. وفي الآيات التالية، ينتقد الله تعالى عبادة الأصنام والآلهة الكاذبة، ويؤكد أن هذه الآلهة لا تخلق شيئًا ولا تملك لنفسها ضرًا ولا نفعًا، ولا تملك الموت ولا الحياة ولا النشور.
هذه السورة المباركة تهدف إلى هداية الناس إلى طريق الحق والرشاد، وتنذرهم بعاقبة الضلال والكفر. إنها دعوة إلى التفكر والتدبر في آيات الله في الكون وفي القرآن الكريم، لتكون نبراسًا للمؤمنين في حياتهم الدنيا والآخرة.