تعرف النوافل في الدين الإسلامي بأنها أعمال عبادية إضافية تُقام فوق واجبات ومفروضات الشريعة الإسلامية. يُشتَق مصطلح "نافلة" من النافَلِ، والذي يعني الزيادة والإفضال والعطاء المتعدّي للحدود الاعتيادية. وبالتالي، تعتبر النوافل مكملة للواجبات الدينية الرئيسية، وليست بديلة عنها. إن أداء هذه الأعمال الحسنة يغمر المؤمن برضا الرب العزيز الجليل ويتيح له فرصة تحقيق أعلى درجات التقرب إليه سبحانه وتعالى.
تنقسم النوافل عمومًا لقسميين رئيسيين؛ الأولى تطلق عليها اسم "نافلة مطلقة"، والتي لا ترتبط بزمان معين ويمكن للإنسان القيام بها وقت الرغبة والقوة. أمثلة بارزة لذلك تشمل صلاة الليل والدعاء والتسبيحات وغيرهما كثير مما وردت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن الأجر والثواب المرتبط بهم. أما الثانية فهي تسمى بـ"سنن مؤقتة"، مرتبطة بزمن مخصوص كأن يكون قبل الصلاة المكتوبة مباشرةً كالركعتين قبل فرض الجمعة وغير ذلك الكثير كالركعتين اللتان يليان المغرب وعند دخول المسجد والخروج منه والمبيت فيه أيضًا.
إن ميزة مهمة للنوافل تتعلق بكيفية التحضير لها، إذ أنها تتم بدون رفع للأذان أو الإقامة خلافًا لما يحدث خلال أداء الشعائر المقدسة الأخرى المعروفة بالأوقات الثابتة منذ البدء والنهاية. ومع كون بعض أنواع النوافل ثابتة الوقوع بشكل يومي مثل سنة الوتر، فإن معظمها يتميز بالمشروعية المستمرة بغض النظر عن التدبير لإيقاعه مرة واحده مقابل كل فعل مشابه من النوع ذاته ضمن نفس اليوم الواحد فيما يعرف بمبدأ سد الذرائع الشرعية.
وقد حظيت النوافل بإشادة وتقدير كبير من لدن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآله رسالة تأكيدا لحكميتها وطمعا لأعلى الدرجات لدى الرحمن الرحيم. وقد قرن الصحابة رضوان الله عليهم تلك التشريعيات القرآنية بالسلوك العملي مستمدين منها درس ديني سامٍ مفادُه تنمية روح المحبة والاستمتاع بتقديم المزيد للعبد المخلص لله تعالى بينما يدعمون كذلك العلاقات الاجتماعية الراسخة داخل مجتمع المسلمين الموحد.
وفي نهاية الأمر، تعد معرفتنا لنطاق وكيفية أداء النوافل خطوة هامة نحو فهم أكثر شمولا لكثير من التعاليم المهمّة لدينا باعتبارنا مسلمين ملتزمين بطريق الخير والصلاح مدى العمر والحياة الدنيا والأخرى بجوار رب العالمين وجلال خلقه الكريم.
