توفي أبو هريرة رضي الله عنه يوم الخميس الموافق لثاني عشر شهر صفر عام ثلاث وخمسين للهجرة النبوية الشريفة، وهو يبلغ من العمر حوالي ثمان وستين سنة. ووفقا لتاريخ وفاة الصحابة الذين نقلوا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان أبو هريرة آخر هؤلاء الرواة إلى الوفاة. بعد حياته الحافلة بالتقوى والإيمان، انتقل روحه إلى بارئها في مدينة رسول الله -ﷺ-.
ولد عبد الرحمن بن صخر الدوسي المعروف باسم أبي هريرة قبل هجرت النبي محمد ﷺ بثلاث سنوات تقريبًا، مما يعني أنه أصبح مسلمًا منذ السنوات الأولى للإسلام. اشتهر بحفظ كثيرٍ من أحاديث النبي ولم يكن أحد أكثر رواية للأحاديث غيره. حتى إن عمر بن الخطاب ذات مرة قال له لدى سؤاله حول سبب كثرة حديثه عما سمع منه ﷺ قائلا: "إني كنت كناسة لكم". وكان هذا اعترافا بأنّه جمع ما قد يفوت الآخرون من العلم والمعرفة.
بعد سنوات طويلة امتلأت بالإخلاص والدعوة للإسلام، قضى أبو هريرة رضي الله عنه أيامه الأخيرة في مدينه الرسول الكريم التي عاش فيها عدة عقود ودافع عنها بكل جدارة وأناقة. لقد كانت نهاية حياة مليئة بالأعمال الصالحة والمجد الإسلامي. وهكذا انطفأت شمعته ولكن تألق نور معرفته وثقافته ظل مشرقاً عبر الزمن حتى يومنا الحالي.