تعدّ سورة مريم واحدة من سور القرآن الكريم التي تحظى بأهمية خاصة بسبب محتواها الديني العميق ورسائلها الأخلاقية القيمة. وهي السورة التاسعة عشرة حسب الترتيب المصحفي للقرآن، وتحتل المرتبة الأولى بين أسماء الله الحسنى "الرؤوف" في بداية كل آياتها. تتكون هذه السورة المباركة من 98 آية كريمة، وتمثل جزءا هاما من الجزء الثالث عشر من القرآن المجيد.
السورة تبدأ بسرد قصة النبي زكريا عليه السلام وزوجته البتول مريم عليها السلام، وكيف رزقهما الله عز وجل بالنبي عيسى عليه السلام رغم كبر سن والديهما. ثم تستعرض بعد ذلك بعض الأحداث التاريخية العظيمة مثل الولادة المعجزة للنبي عيسى عليه السلام دون أب، وتعليمات الرب لزكريا وماريا حول كيفية التعامل مع هذه النعمة الإلهية الفريدة.
كما تشير السورة إلى العديد من القصص الأخرى ذات الصلة بالعهد القديم، مما يظهر ترابط الدين الإسلامي وبقية الأديان السماوية. بالإضافة إلى ذلك، تقدم تعاليم أخلاقية سامية تؤكد على أهمية الصلاة والتضرع لله سبحانه وتعالى فيما يعظم الغرور والأنانية البشرية. وفي نهاية المطاف، تنتهي السورة بتذكير ختامي بوحدانية الله وعظمته.
هذه السورة تحمل دروساً عميقة ومواعظ قيمة يمكن الاسترشاد بها في حياة المسلم اليومية لتحقيق التقوى وطاعة الرحمن جل وعلى. إنها تأكيد على قدرة الله تعالى وإرادته الخيرة للمؤمنين الذين يستجيبون لدعوته ويطيعونه في جميع شؤونه.