دعاء الاستفتاح هو جزء أساسي وأساسي من صلوات المسلمين وهو الركيزة التي تقوم عليها أداء العبادة بشكل صحيح ومقبول لله تعالى. يُعتبر هذا الدعاء سلاحاً روحياً للمسلم في حياته اليومية وفي ساعات عبادته الليلية، فهو يفتح باب التواصل المباشر بين الخالق والمخلوق، ويعد مقدمة لمداخلة القلب مع الله سبحانه وتعالى.
في بداية كل ركعة، يقوم المسلم بتلاوة دعاء الاستفتاح قبل قراءة الفاتحة، مما يعد تعبيراً عن اعترافه بالعبودية والتواضع أمام ملك الملوك. هناك عدة دعوات يمكن استخدامها كدعاء استفتاح، لكن الأكثر شيوعاً هي "اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب". هذه الجملة تحمل رسالة واضحة بأن المؤمن يسعى لتطهير نفسه من الذنوب والعصيان، مثلما ابتعد الشرق تماما عن الغرب.
إن فوائد هذا الدعاء عظيمة جداً. أولاً، يعزز الشعور بالإلحاح والاستعجال نحو طلب المغفرة والرحمة يوم القيامة. ثانياً، يساعد المتعبد على التركيز خلال الصلاة وتنشيط عقله وروحه للاستماع إلى كلمات القرآن الكريم. وثالثاً، يدلّ على مدى إيمان العبد بربه وقدرته وحكمته، ممّا يقوي الرابط الروحي بينهما. أخيراً وليس آخرا، فإن دعاء الاستفتاح يشجع الشخص على التفكير فيما يفعله وكيف يحاسَب عليه أمام خالقه، وبالتالي يعمل على تحسين النوايا والأفعال الإنسانية.
بذلك نكون قد سلطنا الضوء على جانب مهم ومُهمَل من بعض الأحيان من جوانب الصلاة الإسلامية - وهو دعاء الاستفتاح - مستعرضين أهميته وسلطاته الربوبية والفكرية، وداعين الناس لاستخدامها كأساس للتعامل مع الله عز وجل أثناء عبادتهم وإرشادات الحياة اليومية أيضاً.